إذا كان بعض الرجال قد قصر مع زوجته فإن الإسلام لا يُلام!

0 133

السؤال

السلام عليكم...

لماذا يراعى مشاعر الرجل أكثر من المرأة؟ لماذا دائما يجب عليها أن تتحمل وتصبر؟ لماذا دائما نسمع ونقرأ أنه يجب الاهتمام بالرجل وعدم عصيانه؟ ومع هذا أراها تتحمل الكثير من حمل وولادة وتربية الأطفال والاهتمام بالزوج، وراحة المرأة وضعت في الأخير، لماذا تعدد الزوجات؟ أين وبشر الصابرين؟ لماذا وفرت للرجل سبل الراحة، والمرأة رغم أنها الأضعف حملت الأقسى؟ والآن هي تعمل فلا فرق بينهما!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نؤكد -لابنتنا الفاضلة- أن الشريعة كرمت المرأة أما فجعلت الجنة تحت أرجل الأمهات، وكرمتها بنتا وأختا فجعلت الجنة مكانا لمن أحسن للبنات والأخوات، وكرمتها زوجة فقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وكرمها حفيدة فحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمامة في صلاته بنت زينب – رضي الله عنها – يرفعها إذا نهض ويضعها إذا سجد، وأكرمها بسورة تسمى بسورة النساء، وأكرمها بسورة تسمى سورة مريم، وأكرمها بكثير غير ذلك مما ذكر.

فأي تكريم نالته المرأة أكثر من التكريم الذي جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان بعض الرجال قد قصر فإن الإسلام لا يلام، ولكن هذا المقصر في حق المرأة الظالم لها مخالف أولا لوصية النبي – عليه صلاة الله وسلامه – القائل: (استوصوا بالنساء خيرا) ومخالف لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان في بيته ضحاكا بساما، يدخل السرور على أهله، هذا المخالف واقع تحت تحذير النبي القائل: (أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة).

ولذلك ينبغي أن تفهم هذه المسألة، وإذا كنتم قد فهمتم من كلامنا أو من كلام مشايخنا الفضلاء أن المرأة عليها أن تصبر وعليها كذا فهذا مطلوب من الرجل كذلك، لكن إذا كانت السائلة امرأة وإذا كانت المرأة -ولله الحمد- هي التي فيها الخير، هي التي تتواصل، هي التي تسأل، فإننا دائما نذكرها بهذه المعاني، فإذا وجدنا الرجال – وليتنا نجدهم – عند ذلك نبين لهم النصيحة.

ولذلك ينبغي أن تكون هذه الأمور واضحة، ونحن عندما نقول (تصبر وتحتسب) لمن يتواصل معنا، ونحن نعتقد أن كل من يتواصل مع هذا الموقع فيه خير، يبحث عن الشرع، يسأل عما يرضي الله -تبارك وتعالى-، أما النافر فلا سبيل لنا إليه، ولكن إذا وجدناه نبين له خطورة هذا التقصير في حق الزوجة والظلم لها وعدم إكرامها، بل إن الشريعة قدرت هذه الصعاب والتي ذكرت في السؤال، والتي تواجه المرأة، فأعطتها ثلاث أضعاف التكريم والتقديم (أمك ... أمك ... أمك) وفي الرابعة قال: (ثم أبوك). فإذا نحن لا بد أن نستحضر هذه المعاني، ونحن سعداء بهذا السؤال من ابنتنا الفاضلة، وندعوها إلى مزيد من القراءة عن مكانة المرأة وكيف أن الإسلام أكرمها، ولكن نحب أن نؤكد أن المرأة عندما تبادر لأنها هي الطرف الذي عنده العطف والحنان، فهي مخزن العواطف ومخزن الحب، هي التي تحيل الجفوة إلى حب، وتحول الأتراح إلى أفراح، هي التي تمسح الدمعة بعطفها وشفقتها، والرجل ليس غريبا، هو ابن المرأة وأخو المرأة وزوج المرأة وولد المرأة، فكلنا من بعض، والنساء شقائق الرجال.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات