أفكر كثيراً بأمور تافهة لا تفارق ذهني ليلاً ولا نهارًا

0 647

السؤال

السلام عليكم

اعلم أن ما سيقال شيء تافه، لكن برغم تفاهته إلا أنه يزعجني جدا، ويؤثر على حياتي، علما بأنني ذهبت للطبيب النفسي منذ حوالي عام لنقص مادة السيريتونين في المخ، والذي أدى نقصانها إلى مشاكل نفسية، علما بأني لن أقوم بشرحها حتى لا أطيل عليكم.

في يوم من الأيام لاحظت أنني عندما أتحدث وأحرك لساني، فإن الهواء يتخلخل بين لساني، ويتجمع تحته في بعض الأحيان مكونا فقاقيع هوائية، أمر تافه أليس كذلك؟

لكن هذا الأمر التافه لا يفارق ذهني ليلا ونهارا، ولا أستطيع نسيانه، فكلما أتحدث أركز في هذا الهواء والغازات المتكونة، فأصبحت أجد صعوبة في الكلام، ليس هذا الأمر فقط، فقد تطور الأمر أيضا من التركيز على اللسان إلى التركيز في البلع أيضا! فأجد صعوبة في بلع الريق!

ما هذه التفاهة التي أفكر فيها؟ ما هذا الفراغ؟ ما هذه الحماقة؟ لا أعلم لماذا تزعجني هذه التفاهات، بل لماذا أتت في ذهني أصلا! وتتوالى الأمور التافهة واحدة تلو الأخرى، وذهني يهلك في التفكير فيها! حاولت كثيرا ألا اشغل بالي بها، لكني فشلت.

أريد علاجا يجعلني طبيعيا، وأعيش حياتي بطبيعية بعيدا عن هذه الأمور التافهة، وأركز في المشاكل الحقيقية في حياتي، أنا اشغل وقتي حتى أبتعد عن هذه التفاهات، واكثر من النشاطات وأشترك في الجمعيات الخيرية فيومي ممتلئ، لكن للأسف فكل كلمة أنطقها أتذكر هذا الأمر، فهو شيء لا يمكنني التوقف عنه، وهو الكلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لموضوع نقص السيروتونين: مع احترامي الشديد جدا لرأي الأخ الطبيب النفسي، موضوع نقص السيروتونين هو أحد النظريات المعتبرة جدا، لكننا لا نعرفها على وجه الدقة، هنالك من يقول أن هناك عدم توازن في هذه المادة الدماغية، وهي أحد الموصلات العصبية الرئيسية، أو أحد الناقلات العصبية الرئيسية، وهنالك مواد أخرى مثل (النورأدرينالين)، وكذلك (الدوبامين)، وهنالك مادة تسمى (جابا)، وهنالك مادة تسمى (المادة ب)، كثير من هذه الموصلات العصبية تدور حولها الأبحاث، والشيء المؤكد أنه من الصعوبة جدا أن نقوم بهذه الفحوصات في أثناء حياة الإنسان، هذه الفحوصات معظمها فحوصات مخبرية، أو تمت على أدمغة الناس بعد وفاتهم.

فلا تزعج نفسك أبدا لما يقال حول السيروتونين وخلافه، المهم هو أن تثق في نفسك، وفي مقدراتك وفي ذاتك، وأن تتناول العلاج حسب ما يصفه لك الطبيب.

بالنسبة لحالتك: مما ذكرت -أيها الفاضل الكريم- بالفعل أنت تعاني من وسوسة قهرية، والوسواس يعرف على أنه فكر، أو فعل أو صورة ذهنية، أو نوع من الطقوس، أو التكرار الذي يتصد له الإنسان، ويؤمن الإنسان بسخفه وعدم أهميته، لكنه يجد صعوبة جدا في التخلص منه.

أنا أعرف كمية الألم النفسي الذي يأتيك من الاستحواذ الذي يحدث لك من هذه الأفكار، لكن أرجو أن تحقر الفكرة، أن تصرف انتباهك بصفة تامة عنها، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، وفي هذا السياق يمكنك أن ترجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها الكثير من الإرشادات البسيطة والجيدة، وعليك أن تركز على دراستك، وأن تكون شابا إيجابيا في كل شيء.

الإنسان حين يشغل نفسه بأمور لا قيمة لها يجب أن يحقرها، ويجب أن يتجنب الاسترسال والتفكير فيها، وقطعا ما دمت تواصل مع الطبيب النفسي فسيقوم بإعطائك أحد الأدوية الفعالة جدا لعلاج مثل هذه الوسوسة، وأعتقد أن عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (فلوزاك)، واسمه الآخر (بروزاك)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين) من أفضل الأدوية التي تعالج مثل هذه الحالات.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات