التفكير الدائم أن الشخص تحت المؤامرات والمراقبة..ما تشخيصه وعلاجه؟

0 324

السؤال

السلام عليكم

أود أن أشكركم مقدما على مساعدتكم.

ابنتي ناجحة جدا في دراستها عمرها 24 سنة، واجهت مشكلة مع زميلاتها أثناء دراستها في الجامعة، سببت لها التفكير دائما أنها تحت المؤامرات والمراقبة المستمرة، وجعلتها تعتقد أنها تخضع دائما لسوء المكائد من تلك المجموعة من زميلاتها، وأنهن يمكن أن يتدخلن ليفسدوا أي جهد أو مشروع لها، وأنهن فائقات القدرة، وتشعر أحيانا أنها من دون أي قيمة.

ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعطاها سيروكسات، وأخذت العقار لسنة واحدة، وتحسنت بشكل جيد للغاية، ولكنها بعد الزواج وحصول الحمل تكررت المشكلة، أي نوع من المرض هذا؟ وأي دواء آمن أثناء الحمل - لها 5 أشهر-؟ وما هو أسلم دواء؟ وكم المدة التي عليها تناوله؟ وهل من حاجة للدواء بعد حصول الولادة؟ وهل الحالة يمكن أن تتكرر، أم أنها ستشفى تماما؟

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Riyad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعا الطبيب الذي قام بفحص ابنتك -حفظها الله– اتخذ قراره العلاجي بناء على التشخيص الذي توصل إليه، والزيروكسات هو أحد الأدوية التي تعطى لعلاج الاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس.

أعراض هذه الابنة - حفظها الله - هي كما ذكرت المشكلة التي حصلت لها مع زميلاتها في أثناء الدراسة الجامعية، فكانت هي السبب في أفكارها، والتي جعلتها تعتقد أن هنالك مؤامرات تحاك من هذه المجموعة، وهذا أيضا غالبا يكون مصحوبا بشيء من الشعور بالكدر والكرب وعسر المزاج.

أنا لي ملاحظة بسيطة جدا، وهي أن نوعية الشكوى والعرض الرئيسي – وهو الشعور الاضطهادي هذا – ربما يكون فيه شيء من الظنانية، بمعنى أنه قد يحتاج لعلاج دوائي آخر، لا أستطيع أن أقول أنه عرض فصامي 100%، لكن قطعا الأعراض الظنانية من هذا النوع يجب أن تعطى قدرها التشخيصي، وكونها واجهت مشكلة وكانت هي السبب في أفكارها التي أتتها، ربما يكون في الأصل لديها استعداد وقابلية، وشيء من الهشاشة النفسية التي جعلتها عرضة لمثل هذه الأفكار.

أنا أفضل أن يتم تقييم هذه الابنة بواسطة الطبيب النفسي مرة أخرى، وإذا كانت لا زالت لديها الأفكار الظنانية أعتقد أن مضادات الاكتئاب لوحدها قد لا تكون كافية، ربما تحتاج لجرعة بسيطة من أحد مضادات الذهان مثل الرزبريادون (مثلا).

بالنسبة لسلامة الأدوية في الحمل، المبدأ العام هو: أن نتجنب الأدوية في أثناء الحمل بقدر المستطاع، لكن الفترة بعد إكمال أربعة أشهر من الحمل –أي فترة تخليق الأجنة– دائما هي فترة آمنة وسليمة، مضاد الاكتئاب الذي يعطى في هذه المرحلة هو الـ (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين)، كما أن الـ (زيروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) يعتبر سليما نسبيا، وكذلك الـ (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وكلها أدوية سليمة، وأدوية صحيحة، لكن من الأفضل أن تكون تحت الإشراف الطبي ولا شك في ذلك، وإن كانت في حاجة لجرعة صغيرة من مضادات الذهان فهذا أيضا سيكون لا بد منه، حتى تتعافى وتشفى تماما.

بالنسبة للمدة العلاجية أعتقد يجب ألا تقل عن عام إلى عامين، لأنها تحتاج لفترة وقائية، خاصة فترة ما بعد الولادة أو مرحلة النفاس، المرأة تكون فيها أكثر هشاشة.

سؤالك: هل من حاجة للدواء بعد حصول الولادة؟ نعم، أرى أنها ربما تحتاج، والأفضل هو أن تترك تحت المراقبة اللصيقة، وإذا احتاجت للدواء يجب أن يكون هنالك تدخل مبكر، لأن التدخل المبكر دائما نتائجه رائعة جدا من حيث التعافي والشفاء -بإذن الله-.

وهل الحالة يمكن أن تتكرر وأن تشفى تماما؟ من الصعوبة جدا الإجابة على هذا السؤال، لكن أرى أنها لديها عوامل الاستقرار النفسي، حيث إنها متزوجة، وفي عمر معقول، وهذه قطعا عوامل وقائية كبيرة، وعليها أن تحاول أن تطور مهاراتها، وتكون إيجابية في تفكيرها، فهذا أيضا يساعد على عدم حدوث انتكاسات -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات