أعاني من القلق والتوتر والرهاب، ما هو تشخيص الحالة...وما علاجها؟

0 323

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 27 سنة، أعاني من القلق الزائد والتوتر، حتى الأمور التافهة والصغيرة تجعلني متوترا وقلقا لمدة طويلة!

أصبحت حياتي كلها قلق وتوتر، لأن الأمور التافهة التي تعكر مزاجي تحدث كثيرا.

عندما أكون مع أصحابي أو أهلي أو أي شخص أشعر أنني غير مرتاح، وهناك ما يمنعني أن أكون على طبيعتي، وأتجنب مقابلة الأشخاص الذين لا تربطني بهم علاقة قوية، لأنني بعد السلام لا أجيد الحوار والتأقلم معهم.

في المناسبات أفضل الدخول مع مجموعة أشخاص، وأتجنب الدخول وحدي، لأتجنب المواقف المحرجة، وأتجنب الحديث مع بعض الأشخاص حتى لا أتلعثم أو أخطئ في الكلام، وحتى لو كانت المناسبة عزاء فأحمل هم مقابلة الناس أكثر من حزني على الميت.

لدي صفة اللامبالاة، بمعنى أني أهون الأمور الكبيرة ولا أهتم بها، مع أني أعتبر أن هذه ميزة جيدة، وأحلم دائما بالشهرة لكي يعرفني الناس، وأبين لكل من يعرفني أنني شخص يحق لهم أن يفتخروا بمعرفته.

من خلال قراءتي عرفت عن دواء البروزاك والزيروكسات، وأنه علاج مفيد لحالة القلق والتوتر، لكن فضلت أن أطرح حالتي كاملة لأجد الحل المناسب.

ما هو تشخيص الحالة؟ وما علاجها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا لا أعتقد أنك مريض نفسيا، هنالك مجرد ظواهر، وهو تجسيد الصغائر، وهذا قد ينتج من القلق، وبعد فترة يجد الإنسان أنه قد أحدث نوعا من الارتباط الشرطي التوائمي، بمعنى أن اهتمامه بتوافه الأمور يغلب على اهتمامه بما هو أهم، وهو نوع من التطبع الإنساني الذي بالفعل قد يجعل الإنسان غير مبال وغير مكترث في بعض الأحيان.

العلاج يأتي من خلال الإدراك والتأمل، أنت مدرك، لأن هذا الأمر ليس بالصحيح، فتأمل في ذلك وحاول أن تغير تفكيرك هذا وارفض هذه المشاعر، وهنالك أمور لا بد أن يكون لها أسبقيات في الحياة، في أفعالنا، في مشاعرنا، في سلوكياتنا، الإنسان لا يقبل أي نوع من الوجدان أو العاطفة أو الشعور أو الفكرة التي تأتيه، لا بد أن تكون هنالك عملية تصفية وفلترة ذهنية معرفية دماغية.

أخي الكريم: هذا الأمر يتطلب منك الإدراك والتدبر والتأمل، هذا هو العلاج الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يحدد الأسبقيات، ويعطي الأمور حجمها الحقيقي.

أضرب لك مثالا بسيطا: مثلا موضوع الغضب، الغضب يتفاوت الناس فيه، هنالك من يغضب لأمور بسيطة، هنالك من يغضب لأمور تستحق الغضب (وهكذا). الرسول - صلى الله عليه وسلم – كان يغضب حين تنتهك حرمات الله، وجميعنا يجب أن نغضب فعلا إذا حدث هذا، لكن لا يجب أن نغضب إذا عاكسنا أحد في الطريق أو رفع أحد صوته علينا – أو هكذا – إذا لا بد أن تكون هنالك عملية فلترة وتصفية للمشاعر، وعلى ضوء ذلك يحدث التطبع.

الأمر الآخر المهم هو: أن تهتم بالأمور العظيمة، أن تخرج وتشارك الناس في مناسباتهم، أن تخرج للجنائز، وتعرف عظمة هذا الأمر، وأن تحتسب الأجر، فإنه من صلى على جنائز فله قيراط من الأجر، ومن صلى عليها وتبعها حتى تدفن له قيراطان من الأجر، والقيراط يساوي في وزنه جبل أحد.

عش على هذا المنوال من التفكير، لا تكن هامشا في الحياة، الأمور العظيمة والجليلة سوف تظل كذلك، والأمور البسيطة والحقيرة سوف تظل كذلك، والرجل لا بد أن يرفع همته ويكون من أهل الشدائد ومن أهل العزائم، وهذا نستطيع أن نصل إليه من خلال مصاحبة الأبرار والصالحين والجيدين من الناس.

أنت ذكرت أنك تحب الشهرة، لا مانع في ذلك، لكن يجب أن تكون تزكية النفس هي الأساس، ولها ضوابط، ويجب أن تكون بحثك عن الشهرة هذه من خلال نفع الآخرين ونفع نفسك، لا نوعا من انتفاخ الذات، لا، هذا مرفوض تماما، التواضع مهم (من تواضع لله رفعه)، وحين تكون في صحبة الجادين من الناس والعارفين من الناس؛ سوف تجد أن شعور انتفاخ الذات هذا قد انتفى عنك تماما.

حاول أن تساعد الفقراء والضعفاء، وأن تمسح على رأس اليتيم، هذا أيضا من مهذبات النفس ومؤدباتها.

سر على هذا الطريق، اجعل لحياتك هدفا، اجتهد لأن تكون من الفعالين والنافعين لنفسك ولغيرك.

أنا لا أرى أنك في حاجة للبروزاك، وليس في حاجة للزيروكسات، عقار بسيط مثل الـ (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) والذي يسمى في السعودية تجاريا باسم (جنبريد) سيكون كافيا جدا لحالتك، خاصة إذا استصحبت العلاج بممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء (2136015) وحسن إدارة الوقت.

جرعة السلبرايد هي كبسولة واحدة، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات