ضربات قلبي زائدة وغير منتظمة.. هل أنا أعاني من مرض القلب؟

0 612

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما ما تنقذون الكثير من الناس في هذا الموقع المميز والرائع، ودائما ما تحصدون الحسنات والدعاء منا -أيها الأفاضل الكرام-، وخصوصا الدكتور/ محمد عبد العليم، الذي -بفضل الله-، وبفضله كنت قد تعافيت من مرض المخاوف المرضية في استشارة سابقة لي، مع كامل تقديري واحترامي لكل الأساتذة والدكاترة الكرام في هذا الموقع، و-بإذن الله- لن أنسى لكم الدعاء في صلواتي.

أما بعد، عمري 22 سنة، مع الأسف مدخن منذ 5 سنوات، ولكنني أحاول الاقلاع عنها تماما.

أعاني من عدم انتظام في ضربات القلب منذ 5 أشهر تقريبا، أحس بضربة زائدة في قلبي من حين لآخر، أن هذه الحالة تأتيني يوميا تقريبا، ولكن تأتيني بشكل متكرر عند بذل أي مجهود مما يسبب لي التوقف عن ما أفعله والجلوس، وتأتيني الأفكار السلبية بأن هذه الحالة ستأتيني بشكل أقوى في يوم من الأيام، وستودي بحياتي، ومنذ أسبوع تقريبا فجأة، وبدون سابق إنذار أتتني نوبة هلع، أو ما شابه، وبدأت ضربات قلبي تتسارع بشكل غير منتظم بالمرة أي ضربة زائدة، ومن ثم يتوقف قلبي ويكمل بشكل غير منتظم بالتسارع، حتى ذهبت مسرعا إلى الطوارئ، ولكن حين وصلت زالت عني الأعراض.

قمت بعمل تخطيط، ووصف لي الدكتور دواء اسمه Magné B6 حبة صباحا وحبة مساء، ثم ذهبت واشتريت الدواء، ولكنني قررت أن أتناوله في اليوم التالي، ولكن في نفس اليوم بعد 5 ساعات من نوبتي الأولى أتتني نوبة ثانية، وأصبت بذات الأعراض، وذهبت مسرعا للطوارئ، وحين وصلت كانت الأعراض ما زالت ووضعوا آلة التخطيط، واستمع الحكيم إلى قلبي بالسماعات، ولكن بالصدفة أتتني ضربة زائدة، وسمعها الدكتور، وقال لي: اهدأ لقد سمعتها، وعملوا لي تخطيط قلب، وفحص دم، وحين انتهيت طلب مني الدكتور فحص الغدة الدرقية، ولكن وصف لي أيضا دواء Magné B6.

مع العلم أنه ليس نفس الدكتور، وبالنسبة لفحص الغدة الدرقية، أنا لن أقوم به لأنني سبق قمت بعمل فحص الغدة الدرقية منذ 6 أشهر، ولم يبين شيء.

إخواني الكرام: أريد أن أعرف ما علاقة هذا الدواء في قلبي؟ وهل حالتي هي مرض قلبي؟ وإن كانت حميدة هل هي مزمنة أو يمكن أن تعالج عن طريق هذا الدواء بشكل جذري؟ وكم هي المدة التي يجب أن أشرب بها الدواء؛ لأن الدكتور لم يقل لي، مع العلم أني بحثت في الانترنت، ولم أر أي منشور عن هذا الدواء باللغة العربية، أنا بدأت بتناول هذا الدواء منذ أسبوع، ولا نتيجة إيجابية تذكر حتى الآن.

إخواني: حالتي هذه أرجعتني لمرضي القديم الذي هو المخاوف المرضية، بدأت أتوهم الأمراض، وخصوصا أمراض القلب والشرايين، وبدأت أحس بأعراض بعد الأكل حيث أحس بغرغرة في معدتي في بعض الأوقات تكون مع غثيان ومع ضيق شديد في التنفس، وهنا حالة أخرى، ولكنها ليست متعلقة بالمخاوف المرضية، وهي في كل مرة أني أضغط ضغطة خفيفة بيدي على صدري أحس بآلام في وسط صدري في الأعلى، مكان قلبي، ويكون الوجع داخليا أي تحت العظام.

أشكركم جزيل الشكر، دمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بنا جميعا.

قطعا نحن سعداء برسالتك، ولا أريدك أن تكون مهموما بالعلة البسيطة التي تعاني منها، والخاصة بموضوع ضربات القلب ووجود الضربة الزائدة أو الضربة الساقطة، هي مزعجة لكنها ظاهرة معروفة ومنتشرة، وفي أغلب الظن هي فسيولوجية – أي أنها ليست مرضية، ولا تدل على علة في القلب -.

الناس قطعا تكون مهمومة وقلقة جدا حيال القلب وأمراضه، وأصبح ما يسمى بالمراء المرضي القلبي منتشرا، وهو تخوف الناس من الذبحات القلبية والسكتات القلبية، خاصة أن موت الفجاءة قد كثر، إذا هذا أدى إلى هذه الحالة من التصور الذهني السلبي وانشغال الناس بصحتهم، حتى ما ذكرته في نهاية رسالتك من ألم يصيبك عند الضغط في وسط الصدر، هذا كله ناتج من القلق والتوتر الناشئ من الخوف من أمراض القلب، فأرجو أن تطمئن تماما أيها الفاضل الكريم.

الوضع المثالي قطعا هو أن تقوم بإجراء الفحوصات، لكنك كما ذكرت وتفضلت فقد قمت بفحص الغدة الدرقية وكانت سليمة، فإذا في الغالب أن هذا الأمر لا علاقة له بالغدة الدرقية.

هنالك فحص لو تمكنت من القيام به سيكون مطمئنا جدا وحاسما وقاطعا، وهو أن ترسم ضربات القلب عن طريق جهاز بسيط يسمى الـ (هولتر) متواجد هذا الجهاز لدى الأطباء خاصة أطباء القلب، وعملية الرصد لضربات القلب تتم على مدار أربع وعشرين ساعة، ومن ثم في نهاية العملية يتم تحليل كل الرصد لضربات القلب، ومن ثم يتم التشخيص.

هذه الحالات - كما ذكرت لك – في نهاية الأمر غالبا تكون حميدة، ومعالجتها تكون دائما من خلال الاسترخاء، السعي نحو راحة البال، عدم تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة، الحرص على التوقف من التدخين، وتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، هذه هي المبادئ العامة لعلاج مثل حالتك، ولا أريدك أن تعتبرها انتكاسة، هي ظاهرة تحدث لمن لديهم القابلية نحو القلق.

الدواء الذي وصفه لك الطبيب وهو الـ (Magné B6) هو دواء تكميلي يحتوي على مادة المانجيزم وكذلك فيتامين يسمى الـ (بيروكسين)، وهنالك بعض الملاحظات العلمية التي تقوم أن هذا المركب يساعد كثيرا في تخفيف التوترات العصبية والقلق واضطرابات النوم، فالأخ الطبيب شخص حالتك على هذا الأساس، أنها حالة قلقية بسيطة، وأعطاك هذا المكمل الدوائي.

الاستمرار على هذا الدواء لا بأس به، وإن لم تتحسن حالتك بعد أسبوعين إلى ثلاثة قطعا يجب أن تقابل الطبيب مرة أخرى ليصف لك أحد مضادات القلق والتوتر الأكثر قوة، وحالتك سوف تستجيب - إن شاء الله تعالى – بصورة فعالة جدا للعلاج، فهي بسيطة كما ذكرت لك.

مخاوفك حول الانتكاسات المرضية وأن يحدث لك ما سبق حدوثه: لا تنشغل بذلك، ومارس حياتك بصورة طبيعية، مارس الرياضة، تواصل اجتماعيا، صل صلاتك في المسجد مع الجماعة، وغير ذلك من الأمور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات