مصاب بالاضطراب الوجداني لكن لا أدري من أي درجة هو!

0 350

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

طرحت استشارتي من قبل عن مرضي، أنا شاب بعمر 24 سنة، مصاب بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

قبل مرضي كنت شخصا منعزلا وهادئا، لا أحب الاختلاط كثيرا مع الناس، ولكن بعد إصابتي بالمرض زاد معي هذا الانعزال كثيرا.

حصلت لي بعض المواقف المحرجة، خاصة عندما أصابتني مرحلة الهوس والابتهاج، عندها كنت أشعر أنني مختلف عن الناس، وأني صاحب منصب كبير، أو المهدي المنتظر، وكان لدي كثير من النشاط الجسدي، ما سبب لدي بعض من المواقف المحرجة مع بعض الناس، خاصة مع بعض اﻷقارب، حيث خرجت عن الواقع وأصبحت أسب، وأشتم، وأتهجم على اﻵخرين، بخلاف طبيعتي الهادئة والحساسة جدا.

اﻵن الحمد لله، حالتي جيدة جدا، ولكنني أتحاشى بعض اﻷشخاص الذين صارت لي معهم بعض هذه المواقف، مثلا: كنت أحضر في المسجد بعض حلقات العلم، ولكن عندما صارت معي بعض المواقف المحرجة في فترة المرض مع بعض المشايخ، أصبحت لا أذهب لحضور حلقات العلم، ولكن أذهب للصلاة فقط، كيف أعرف أن مرضي من الدرجة اﻷولى أو من الدرجة الثانية؟

أرجو أن تقدموا لي نصيحة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أريد أن أتحدث معك حول المستقبل والحاضر، أريدك – أيها الابن الكريم – أن تكون حريصا على علاجك، المرض الذي تعاني منه مرض يمكن علاجه بصورة فعالة جدا وممتازة جدا للدرجة التي يتم التحكم الكامل في هذه النوبات.

هذا هو المفيد، وهذا هو الجوهر، وهذا هو الذي أريدك أن تلتفت إليه، فكن حريصا على تناول علاجك، مع اتباع الإرشادات والتعليمات الطبية التي تتلقاها من طبيبك.

النقطة الثانية: نوع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب الذي عانيت منه كان في القطب الهوسي واضحا، ومن النوع الذهاني.

لذا نعتبر حالتك هي اضطراب وجداني من الدرجة الأولى، بمعنى أن حالة الهوس كانت بالحدة والشدة والقوة مع وجود الأعراض الذهانية، مما يجعل المعايير التشخيصية الخاصة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الأولى تنطبق عليها تماما.

لا تنزعج لذلك أبدا – ابننا عبد الله – لأن استجابات علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الأولى في بعض الأحيان أحسن من الاستجابات لعلاج اضطراب ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن الاضطراب الوجداني من الدرجة الثانية ربما يكون خفيا، ويستغرق مع المريض عدة سنوات دون أن يشخص، أو يشخص تشخيصا خاطئا، ويعرف أن التدخل المبكر هو سر نجاح العلاج، وبما أن أعراض الاضطراب الوجداني من الدرجة الأولى أعراض واضحة وجلية تشخصها العين المهنية بسرعة شديدة جدا، هنا تدخل العلاج المبكر وفرص العلاج والشفاء -إن شاء الله تعالى- كبيرة جدا.

بالنسبة لما حدث أيام نوبة الهوس – أيها الفاضل الكريم – فقد كان لا حرج عليك فيه، فإن التكاليف والحرج قد رفع عن ثلاثة ومنهم المجنون حتى يفيق، وأنت طبعا لست مجنونا، وهذا لا يعني شيئا، هي تعني أن الأمر قد اختفى وليس واضحا – أي العقل قد اختفى – وقطعا الهوس من الأمراض الذهانية الرئيسية التي تخل فيها بصيرة الإنسان، فأنت لا حرج عليك في هذا الوقت، والمشايخ – جزاهم الله خيرا – هم أول من يفهمون هذا الكلام، فلا أعتقد أن هنالك عتبا أو مؤاخذة بالنسبة لك منهم، والمرض ليس بالعيب.

أنا أريدك على العكس تماما أن تكون الآن راتعا في رحاب هذه الحلق، حلق العلم والقرآن، وأن تكون متواصلا، وأن يكون لك بروز ووجود حقيقي، وسوف يسأل من يسأل: ما شاء الله هذا هو عبد الله الذي كان مريضا فيما مضى! سبحان الله، إن الله تعالى قد شفاه.

هذا هو الفكر الذي سوف يدندن في أفكار المشايخ وغيرهم، فلا تنزعج، اذهب والتق، وافرح بشفائك، وكن نافعا لنفسك ولغيرك، المرض ليس بالعيب أبدا، وإن شاء الله تعالى أنت مأجور عليه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات