أحببت فتاة وأريد خطبتها.. فهل أدعو الله أن تكون زوجتي؟

0 380

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في العشرين من العمر، وأنا ملتزم -والحمد لله- ولكن عندي مشكلة وهي أني أحببت فتاة جيراننا منذ 4 سنوات، ولا أتكلم معها، ولا هي تدري أني أحبها إلا منذ فترة قصيرة جدا، ولكن الشيطان أذلني وقلت لها: إني أحبك، عن طريق الفيس بك، منذ عدة أسابيع، وكنت أنوي خطبتها، ولكن بسبب الأوضاع في سوريا تهجرنا، وأنا أصبحت في بلد وهي في بلد آخر.

المهم بعد أن قلت لها: إني أحبك لم أعد أكلمها أبدا، فهل يجوز أن أحبها دون أن أتكلم معها؟ وهل يجوز أن أدعو الله تعالى أن يجعلها من نصيبي في صلاتي؟ وهل يجوز أن أكتب الشعر عن الحب لا عن شخص محدد؟

هل يجوز أن أكلم أهلها هاتفيا، وأطلبها منهم هاتفيا، ريثما تتحسن أوضاعي في البلد الذي أنا فيه، لكي أستطيع السفر إلى البلد الذي هي فيه؟

شكرا لرحابة صدركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يتولى أمرك.

نشكر لك حرصك – أيها الحبيب – على وقوفك عند حدود الله تعالى، ومعرفة ما أباحه الله تعالى لك وما حرمه عليك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، وأن يفرج عن المسلمين في كل مكان وفي سوريا خاصة.

بالنسبة لسؤالك الأول أيها الحبيب نقول: الحب من أعمال القلوب، وقد لا يكون في إمكان الإنسان صرفه عن نفسه، ولكنه يأثم إذا تسبب في وجود ذلك الحب في قلبه لامرأة أجنبية.

أما إذا وقع الحب في قلبه بسبب غير محرم كالنظر فجأة، فإنه لا يأثم به، ولكن مع هذا يتعين عليه الأخذ بالأسباب التي يحصن نفسه بها من الوقوع في فتنة النساء، فإن فتنة النساء أعظم الفتن التي حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

من ثم نقول: إذا كنت قد وقعت في سبب محرم لهذا الحب كالنظر وغير ذلك فالواجب عليك أن تتوب، وجاهد نفسك لتصرف قلبك عن التفكير في هذه الفتاة، فربما شغلت نفسك بها والله عز وجل يعلم أن الخير لك في غيرها وسواها.

أما عن السؤال الثاني، وهو سؤالك عن دعاء الله تعالى أن يجعلها من نصيبك في صلاتك، فالجواب نعم يجوز ذلك، ولكن الأولى منه أن تسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، فأنت لا تعلم عواقب الأمور، وكما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نصيحتنا لك أن تكثر من سؤال الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك الرزق الحسن، ويهيئ لك الزوجة الصالحة، ونحو ذلك من الدعوات العامة التي تفوض بها أمورك إلى الله تعالى، فهو أعلم منك بما يصلحك.

هل يجوز أن تكتب الشعر عن الحب لا عن شخص معين؟ الجواب نعم، يجوز ذلك، ولكن نكرر نفس النصح، وهو أن تشغل نفسك بما ينفعك، كما قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (احرص على ما ينفعك).

لا بأس بتعاطي الشعر بالقدر الذي لا يشغلك عن منافعك ومصالحك لا سيما المصالح الأخروية واستغلال الوقت فيما تنفع به نفسك وآخرتك، وتعمر بها آخرتك.

هل يجوز أن تكلم أهلها هاتفيا لتطلب منهم هذه الفتاة؟ الجواب نعم، يجوز ذلك، ولكن نصيحتنا لك ألا تقدم على ذلك حتى تكون متجهزا للزواج إن كنت تعزم عليه، ونصيحتنا كذلك أن تبادر بالزواج إن استطعت إلى ذلك في أقرب وقت، فإنه حصن ووقاية للشاب المسلم، لا سيما في مثل هذه الأزمان التي نحن نعاني فيها ما نعاني من أنواع فتن النساء.

خير ما نوصيك به أيها الحبيب: تقوى الله، فإنها سبب جالب لكل خير.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات