وساوس الصلاة وانتقال الحيوان المنوي من الحمام أهلكتني، فأرجو النصيحة

0 593

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة أعاني منها، وهي الوسواس القهري في الصلاة والوضوء، تعالجت فترة، وتركت العلاج، وانتكست الحالة، أحيانا يدخل وقت الصلاة الثانية وأنا لم أنته من الأولى إلى أن أصابني اكتئاب وتعب، وتركت الصلاة فترة، وأنا نادمة جدا، والآن بدأت أعود لها –والحمد لله - وأرجو منكم الدعاء لي بالهداية.

لدي أيضا وسواس آخر: وهو الحيوان المنوي وانتقاله من الحمام لي، هذا الوسواس أهلكني، قبل يومين دخل أخي إلى الحمام، ودخلت بعده، وقمت بتنظيف المرحاض بالماء والصابون، و"شطف السيفون"، ولكن قوة الشطف ضعيفة، ثم جلست، وبهذا الوقت حدث ما لم يكن في الحسبان انضغط الماء بالمرحاض بقوة، ولامس مهبلي، ومن وقتها وأنا في عالم آخر من الهم والتعب؛ لأني كنت في فترة تبويض.

هل يمكن الحمل بهذه الطريقة؟ علما أني "شطفت السيفون" مرتين، ولكن قوته ضعيفة، وكان بداخل المرحاض كمية من الصابون.
أنا في حالة قلق، هل يمكن الحمل بهذه الطريقة إذا لامس الماء مهلبي؟

أنا جدا خائفة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مخاوفك -أيتها الابنة العزيزة- وأحب أن أطمئنك، وأقول لك بأن الحمل لا يمكن أن يحدث عن طريق استخدام الحمامات، أو عن طريق دخول الماء الى جوف المهبل, حتى لو كانت الحمامات والماء ملوثة بالحيوانات منوية, وحتى لو كنت في فترة الإباضة من الدورة الشهرية, والسبب هو: أن الحيوانات المنوية هي عبارة عن خلايا ضعيفة وهشة, لأنها تحتوي على نصف العدد من الصبغيات فقط, ومعلوم بأن الصبغيات هي المادة الأساسية في حياة الخلية الحية, لذلك فإن الحيوانات المنوية لا تعيش إلا في أجواء خاصة ومحددة جدا من الحرارة والبيئة الكيميائية, وستفقد حركتها وتموت بسرعة عند ملامستها للأجواء الخارجية كالأسطح والملابس والماء وغيرها.

إذن: اطمئني من هذه الناحية, فمن المستحيل أن يحدث الحمل بالظروف التي ذكرتيها في رسالتك, وبالطبع قد يطمئنك كلامي هذا بشكل مؤقت, ثم ما تلبث أن تراودك المخاوف ثانية؛ لأنها على ما يبدو جزء من الوساوس التي تعانين منها, لذلك فإن رسالتك ستعرض على مستشارنا النفسي الفاضل الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك الى ما يحب ويرضى دائما.
++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++++++
عودي إلى صلاتك بقوة وقوة ثابتة؛ لأن الصلاة هي عماد الدين وعماد الأمر كله، ولا تكافئي الوسواس بتركك لصلاتك، ولا تنصاعي له، وحقريه، وعليك بإهانته وذلته، وعدم مناقشته.

وسواسك الآخر حول انتقال الحيوانات المنوية وسواس مؤلم وشائع في نفس الوقت، ويجب أن يحقر، لا يناقش، وهو ليس من المعقول أبدا أن يحدث.

أعرف أن هذه أفكارا خبيثة مستحوذة عليك، لكن مرة أخرى: لا تناقشيها، لا تحاوريها، بل لا تكافئيها، إذا قمت بتنظيف الحمام بالصورة التي ذكرتها أنت هنا تكافئين الوسواس، وتثبتيه، وهو يبتهج، ويفرح، ويسر؛ لأنه قد وجد ضحية، لا، أنت أقوى من هذا، وأنت أذكى منه - إن شاء الله تعالى – حقريه، لا تناقشيه، وتجاهليه، ولا تتبعيه.

والنقطة الأخيرة والمهمة هي الدواء، الدواء في حالتك أراه واجبا وضروريا؛ فبسبب هذه الأفكار القبيحة وما تجلبه لك من عذابات ضميرية يجب ألا نتركك على هذه الحالة، وأنا واجب علي أن أنصحك بالدواء، وأنت واجب عليك أن تتناولي الدواء، -وإن شاء الله تعالى- وبفضل العظيم سوف تكرمين وتزول عنك هذه الوساوس.

وساوسك محتاجة لعلاج دوائي مكثف، والأدوية سليمة وفاعلة وممتازة. أنت لم تذكري عمرك؛ لأن موضوع العمر مهم في الدواء، عموما إذا كان عمرك أكثر من ثمانية عشر عاما فالأدوية التي تناسبك هي عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين)، وأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة النفسية -جلسة أو جلستين تكفي جدا- وسوف يكتب لك الدواء.

وإن لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب وكان عمرك مناسبا ابدئي في تناول البروزاك، تناوليه بجرعة كبسولة واحدة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم، يمكنك أن تتناولينها كجرعة واحدة، واستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة ستين مليجراما في اليوم – أي ثلاثة كبسولات – وهذه هي الجرعة التي تشطر وتفتت وتهزم مثل هذا الوسواس.

تناولي هذه الجرعة من البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلا، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (رزبريادال) ويسمى علميا باسم (رزبريادون) تناوليه بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر فقط، والبروزاك يجب أن تستمري عليه بالصورة التي ذكرتها لك.

هنالك بدائل علاجية كثيرة، لكن البروزاك من أفضلها وأسلمها، وليس له أي علاقة بالإدمان، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسائية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات