أحداث سوريا وأثرها على عائلتي أدت لاكتئابي وإهمالي دراستي.

0 227

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة ثالث ثانوي من سوريا، مشكلتي هي دراستي، الامتحان بعد ثلاثة شهور ولم أدرس جيدا، لأني أعاني من ظروف عدة، أهمها: عدم دراستي كما يجب بالسنتين السابقتين بسبب ما مرت به البلاد، حيث أشعر وكأني فقدت قدرتي على التركيز والدراسة، مع العلم أني كنت من المتفوقات. وسفر أخواتي المفاجئ، وبقائي مع والدتي وشعوري بالوحدة الرهيبة، وأيضا غياب والدي عني منذ أكثر من عشرة أشهر، مع العلم أني لم أكن أشعر بغيابه قبل ذلك، لكن الآن لا أعلم ما حصل؟ فإني أشعر بالضعف والانهزام، لا أستطيع القيام بأبسط الأمور، ودراستي أصبحت على حافة الهاوية، كما أني أعاني من حالة اكتئاب حادة وإحباط، فأصبحت لا أنشغل بشيء سوى بالطعام والنوم.

فأرجو مساعدتكم من أين أبدأ؟ وما يجب علي فعله لكي أتفوق بدراستي؟

ولكم كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك -أيتها الشابة السورية الحرة-، وأدعوه تعالى أن ينصر أهلنا هناك، ويزيح عنهم هذا الظلم الشديد. ولا تحتاجين -أيتها الشابة السورية الحرة- أن أذكر لك أن بلدك بحاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى، وأحيانا لا تحصل النتائج العظيمة إلا وقت الشدة والابتلاء، أعانك الله وصبرك.

إن كل ما ورد في سؤالك من أعراض لهي أمور متفهمة تماما، إذا تذكرنا ما مرت وتمر به سورية، وما ذكرت في سؤالك أصبحت أمور شائعة عند عدد غير قليل من الناس، ولكن هل هذه هي نهاية الطريق؟ بالطبع لا، فلا بد لليل أن ينجلي، ولا شك أن الصبح آت ولو بعد حين.

لا أدري إن كنت تعيشين في سورية، ومن ثم انتقلت لأمريكا بسبب الأحداث، أو أنك هناك منذ مدة، المهم إذا كنت انتقلت لأمريكا بسبب الأحداث، فلا شك أن الانتقال وتغيير طبيعة الحياة والمجتمع، كلها أمور تشكل تحديات كبيرة على أي إنسان، ولست أنت فقط، فأرفقي بنفسك، وخففي عنها.

يبدو أن هناك ثلاثة أشهر لاختبار البكالوريا، فهيا دعينا لا نضيع منهم أي يوم أو ساعة، وأريدك أن تبدئي وفور انتهائك من قراءة جوابي هذا، ابدئي بأي مادة وأي كتاب أمامك، ولا تشغلي نفسك كثيرا بأي مادة هي الهامة أو الأهم، فأحيانا هذه ليست إلا خدعة نفسية لتسويف الأمر وتأجيل العمل، إذا كنت في مدرسة، فاحرصي على الدوام، واستفيدي من توجيهات المعلمين ومساعدتهم، وأرجو أن لا تترددي في سؤالهم وفي طلب المساعدة، وكما فعلت معنا، فهم لخدمتك ومساعدتك، ولا شك أنهم سيدركون ويتعاطفون مع الوضع الإنساني لبلدك سورية.

وفقك الله، -وإن شاء الله- نسمع أخبار نجاحك وتفوقك، ولا يكتمل فرحنا إلا بالفرج عن سورية، الذي نرجو أن يكون قريبا.

مواد ذات صلة

الاستشارات