ما هي ضوابط وحدود الخطبة للزواج؟

0 342

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، أحب بنتا منذ 6 سنين، أعرفها وأنا في ابتدائي، أريد رأيكم في موضوعي، وهو: هل قراءة الفاتحة مع وجود الأهل تكون هذه خطبة؟

كلمت والدي في أن السنة التالية سيكون لي 19 سنة، فهل تنصحوني أن أحدد الخطوبة؟ علما أن الفتاة بعمر 17 سنة.

كذلك هل يجوز الوعد أمام الله بأن لا أتخلى عن شخص، وأنها امرأتي، دون أن أفعل شيئا محرما أبدا؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أيها الولد الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير ويوفقك في أمورك كلها.

نحن نشكر لك ثقتك فينا ومراسلتك لنا - أيها الحبيب - ونحن بإذن الله تعالى سنقدم لك من النصح ما نحرص به على إصلاح حياتك كلها، فهي نصيحة من يحب لك الخير ويتمنى لك السعادة.

أنت - أيها الحبيب - في سن مبكرة من عمرك وشيء متفهم عندنا أنك تشعر بالحاجة إلى الارتباط بفتاة والزواج بها، فهذه غريزة وفطرة فطر الله عليها الناس، ولكنك بحاجة - أيها الحبيب -أن توجه هذه الغريزة في اتجاهها الصحيح، وتحفظ نفسك، لاسيما وأنت في هذا السن الذي قد لا تتمكن معه من الزواج في هذه المرحلة، وارتباطك بهذه الفتاة وتعلقك بها مع وجود محادثات معها أو لقاءات وخلوة بها، كل هذا خطوات يجرك الشيطان إليها وقد يوقعك في آخرها في الندامة، وتندم حين لا ينفع الندم، وتقع فيما هو أفحش من هذه الخطوات وأقبح، ولهذا نصيحتنا لك أن تتفهم جيدا وصية الله تعالى لك حين قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الحج في أشرف البقاع رأى ولد عمه (الفضل) ينظر إلى فتاة فلوى وجه الفضل إلى الشق الآخر، فلما سأله عمه - والد الفضل - عن هذا التصرف، فقال - عليه الصلاة والسلام -: (رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان).

فنحن نخاف عليك من هذا الشيطان ومن استدراجه لك، ومن ثم ننصحك نصيحة المحب المشفق أن تعلم علم اليقين أن ما شرعه الله تعالى لك هو الحفظ والصيانة، وهو السعادة، وهو الحفظ والنجاح والتوفيق.

فقف عند حدود الله، ومن ثم بادر إلى قطع التواصل بهذه الفتاة، وصن نظرك عن النظر إليها، وتجنب الخلوة بها، حتى تعقد عليها العقد الشرعي، فإذا عقدت عليها العقد الشرعي فحينها تصير زوجة لك، أما قبل ذلك فينبغي أن تعلم أنك بتواصلك معها على خطر عظيم.

أما مجرد قراءة الفاتحة، فهذا قد يفعله الناس عند الخطبة أو الخطوبة - كما سميتها أنت - وقد لا يفعلونه، ويختلف هذا من مجتمع لآخر، فالخطبة أو الخطوبة هي طلب الفتاة للزواج ولكنها بعد الخطبة لا تزال أجنبية عن هذا الخاطب، كغيرها من النساء الأجنبيات، فلا تحل له، ولا تصير في حكم الزوجة إلا بعد أن يعقد عليها العقد الشرعي.

احرص - أيها الحبيب - على أن تتوجه نحو ما ينفعك في دينك ودنياك، لا سيما وأنت في هذا السن الذي قد لا تقدر معه على الزواج الآن.

أما ما ذكرته: هل يجوز الوعد؟ .. فالوعد يجوز، ولكن لا يترتب عليه شيء، فيجوز لهذا الرجل أن يغير رأيه ويتزوج بأخرى، ولكن هذا الوعد لا يحل شيئا مما حرمه الله تعالى، فلا تصير الفتاة به كالزوجة.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات