هل يؤدي الاكتئاب فعليًا إلى عدم الإحساس بالجسد وعدم الشعور بالألم والبرد والسخونة؟

0 429

السؤال

الدكتور محمد عبد العليم تحية طيبة وبعد: شكرا على تعاونك معنا:

هل يؤدي الاكتئاب فعليا إلى عدم الإحساس بالجسد وعدم الشعور بالألم والبرد والسخونة؟ أم أن هنالك مرضا آخر يجب استقصاؤه والبحث عنه كاعتلال الأعصاب؟

وهل الاكتئاب يؤدي إلى اعتلال الأعصاب وتيبس العظام والعضلات؟
هل يؤدي الاكتئاب إلى فقدان النطق، أو العجز عنه، أو استصعابه بشدة؟ أم أن الوسواس القهري هو المسؤول عن ذلك، خصوصا وأن المكتئب يراقب نفسه بشكل عنيف لمعاناته أيضا من اختلال الآنية؟

وتحت أي الأمراض النفسية تندرج حالة مراقبة الإنسان لتفكيره الداخلي مراقبة شديدة، من حيث منطقيته وطريقة لفظه داخليا، ولا سيما أن صاحب المشكلة كان يعاني لثغة في حرف الراء، وأصبح خلال تفكيره الداخلي يركز وبشدة على حرف الراء رغم نطقه له؟ وكيف يتجاوز هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hussein حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب النفسي له أعراض جسدية، لكن يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد، بمعنى أن الاتكاء والاتكال على أن العرض العضوي نتيجة للاكتئاب قد يضر بالمريض كثيرا، بمعنى أن الألم العضوي قد يكون أيضا تعبيرا لمرض عضوي، والأطباء المجيدين يستطيعون أن يميزون ما بين الأعراض الجسدية التي منشأها الاكتئاب والأعراض الجسدية التي منشأها مرض عضوي، وكل مريض يعاني من أمراض عضوية، أو أعراض عضوية، ويعاني من الاكتئاب النفسي، أو الوساوس القهرية - أو أي حالة نفسية أخرى – يجب أن يعطى الفرصة الكاملة بأن يتم فحصه جسديا، ويتم أيضا إجراء كل الفحوصات من أشعة والفحوصات المختبرية المختلفة.

بالنسبة لشعورك بعدم الإحساس بالجسد وعدم الشعور بالألم والبرد والسخونة: هذا لا يمكن أن يكون جزء من الاكتئاب النفسي، قد يحدث شيء من عدم الاكتراث بوظائف الجسد، لكن لا يحدث ولا يصل لمرحلة عدم الإحساس بالجسد، هذا ليس صحيحا، ولا علاقة له بالاكتئاب.

فإذا يجب أن يبحث عن السبب الرئيسي لذلك.

في حالات نادرة قد يصل الاكتئاب النفسي بالإنسان لمرحلة ما يسمى بالـ (Super)، وهي حالة يكون الإنسان فيها في حالة خمول وانقطاع تام عن العالم الخارجي، تجده جالسا لا يتكلم لا يتحرك لا يأكل لا يشرب، هنا قد يحدث نوعا من الاختلال في أحاسيسه.

الاكتئاب لا يؤدي إلى تيبيس العظام أو العضلات، هذا ليس صحيحا، وإن وجد شيئا من هذه الأعراض يكون عارضا وبسيطا، ويستطيع الطبيب أن يفرق ما بين إن كان المنشأ عضويا أو ناتجا من الاكتئاب.

بالنسبة للثغة في حرف الراء فإن الوسواس قد يزيدها؛ لأن الوسواس نمط طقوسي في بعض الأحيان، وحين تحدث مثل هذه العلل قد يزيدها الوسواس؛ لأن المريض يكون في حالة من اليقظة والرقابة الذاتية التي يحاول أن يؤكد فيها على ذاته دائما ليتجنب العلل التي يعاني منها، وهذا قد يثبت العلة.

فإذا تجاوز ذلك يكون من خلال علاج الوسواس، وعلاج الوسواس معروف، بأنه يقوم على مبدأ التحقير، وعلى فعل الضد، وعدم الاستجابة السلبية، وتمارين الاسترخاء (2136015)، وتناول بعض الأدوية المضادة للوسواس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات