أرشدوني للتعامل مع غيرة طفلي الشديدة من أخته التي تصغره؟

0 350

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفل عمره خمس سنوات، يغار من أخته ذات الثلاث سنوات، ويحب أن أكون له وحده، فعندما نجلس لنرسم سويا أنا وهو وأخته يبدأ بتخريب رسمة أخته، ويقول بصوت عال: إن رسم أخته ليس بجميل، ويبدأ بالعراك هو وأخته على من رسمته أجمل، مع العلم أني أمدح الاثنين، ولا أهتم بأحد أكثر من أحد أو أفضل أحدهما عن الآخر، فعندما نقوم ونعلق الرسومات على حائط الغرفة، يتسلل إلى الغرفة ويمزق رسمة أخته، ويبقي رسمته على الحائط، فما التصرف الأنسب في هذه الحالة؟

وأود أن أستشيركم بسؤال آخر: طفلي في المدرسة يتعرض للاستهزاء من قبل أصدقائه، كيف يمكنني أن أخفف من حدة هذا الأمر على نفسه؟ وكيف أعلمه بماذا يرد عليهم؟ وكيف يرد؟

وجزاكم الله عنا ألف ألف خير، وجعله بميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع والاهتمام بالسؤال، ونؤكد أن ما يحصل طبيعي، فليس هنالك داعي للانزعاج، فهذا الطفل في مرحلة التمركز حول الأم، يريد أن يلفت النظر، يريد أن ينال الاهتمام، وهو أيضا يعاني من الغيرة، ولذلك نقترح عليك الدعاء له ولنفسك وللصغيرة، وتخصيص وقت له، وهذا مهم جدا، أكرر: تخصيص وقت، ودخول والده ومشاركته في تربيته، شغله بعيدا عن هذا الصغير لبعض الوقت، أيضا الاهتمام برسوماته والأشكال التي يقوم بها، محاولة تحبيبه في أخته، بحيث أن نقول له (هي تلعب معك، تحبك، وأنت تحبها) هذه المعاني.

وأهم من هذا ألا تظهري الانزعاج عندما تحصل مثل هذه التصرفات، ونحذر من الشدة والقسوة والصراخ عليه، لأن هذا كله يعمق هذه الأشياء، وحبذا لو وجد خال أو عم – طرف خارجي – هو الذي يكلمه عن أن الممتاز مثله لا يمزق ألعاب الآخرين، ولكن هو متميز ورسمته جميلة، فيكون الزجر والنهي من طرف خارجي، لأنه لما يأتي النهي منك أو من والده يقول (إذن هم يحبون أختي أكثر مني، ولذلك لا يقبلون ما أفعل).

أما بالنسبة لسخرية الطلاب به في المدرسة، فلست أدري، كنا نتمنى أن نعرف لماذا يسخرون، هل لطوله؟ لقصره؟ لشكله، لماذا؟ ولكن من العلاج المهم أن نعطيه الثقة في نفسه، ونبين له أن كل إنسان الله خلق فيه إيجابيات، وعليه أن يكتشف هذه الإيجابيات وينميها ويمضي بها.

وأيضا نجعله لا يلتفت لكلام الآخرين، ونخبره أن كل إنسان فيه نقص، والمسلم لا يسخر من الآخرين، ولا يبالي بمن سخروا منه، لأن الذي يسخر من الآخرين هو الذي فيه النقص، وأنت -ما شاء الله- ينبغي أن تؤثر ولا تتأثر، لا نقف طويلا عند هذه الأمور.

وحبذا لو قمتم بزيارة المدرسة، تعرفتم على من حوله، قدمتم لمن حوله هدايا وحلوى، حتى يأخذ وضعا اجتماعيا بينهم، وهذا أيضا يتيح فرصة للتعرف على من حوله من أصدقاء ومن الذين يسخرون منه، ثم نحاول أن نرصد المواقف، فربما كان هناك خللا في مواقفه، فنبين له الصواب الذي ينبغي أن يفعله، نربي عنده أيضا عدم الالتفات لرضا الناس، ولكن المهم أن يفعل الإنسان ما يرضي رب الناس سبحانه وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والشكر لكم، ونتمنى التواصل مع الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات