هل يحق لنا كلمات الحب قبل الزواج؟

0 421

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 19 عاما، طالب جامعي، أحب فتاة، وهي تحبني، وهي في عمري أكرمنا الله الآن بتذكير بعضنا بالطاعات والحث على خير الأمور، وأصبحنا -ولله الحمد- أشخاصا مختلفين عما كنا عليه قبل أن نتعرف ببعض، وكان أساس علاقتنا هو أن تنتهي بالزواج -بإذن الله-.

أخبرت والدتي، ووالدتها تعلم وخالاتها وجدتها ووالدها، أما والدي فلا يعلم، منذ شهر جعلت والدتي تخاطب والدتها هاتفيا، وهم مبدئيا راضون أن نتحدث هاتفيا مرة أسبوعيا، وللظروف قد نضطر للتحدث 3 أو 4 دقائق خلال الأسبوع، على أن أتقدم رسميا خلال عام، وقد صرحت لها أن فترة الخطبة قد تطول إلى 3 أو 4 سنوات، وكررتها مرارا حتى لا تكون في حالة انجراف وراء مشاعرها، وطلبت منها التفكير في الأمر، ولكنها راضية.

أنا أود أن أعرف هل يجوز لنا التصريح بكلمات الحب لبعضنا، فقد كنا نقولها، ثم منعتها لوجه الله تعالى، وهي تحزن، ثم قبلت مرة أخرى بالتصريح بها بعد أن تحدثت الوالدتان، هل هناك ضوابط أخرى نركز عليها؟ وعلمت أن لطول الخطبة آثارا، وأنه لا يفضل طولها، فكيف نتجنب الآثار السلبية؟ هل يجب الابتعاد حتى في الخطبة؟ علما أننا نراعي الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابني الكريم، ونشكر لكما الحرص على مراعاة أحكام وضوابط هذا الشرع الحنيف، ونؤكد أن هذا هو سبب البركة والنجاح والوئام بين أي زوجين، ونتمنى أن تثبتوا على هذه الروح، ولا يصبح ذلك مجرد كلام.

ونحب أن نؤكد لكم أن الكلام العاطفي لا يجوز إلا بعد العقد الشرعي، وليس بعد الخطبة، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام العاطفي، فالكلام العاطفي هذا مكانه بعد العقد الشرعي، بعد كتب الكتاب -كما يسمونه- أما قبل ذلك فالمخطوبة أجنبية عن الخاطب، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج كما قلنا لا تبيح له الخلوة، ولكنه يستطيع أن يقابلها مع أمها مع أختها مع أهلها، مع محرم من محارمها، لكن الخلوة معها مرفوضة، التوسع معها في الكلام العاطفي مرفوض، هذه الناحية الأولى.

الناحية الثانية: وهو أن طول فترة الخطبة سيؤثر على الطرفين، ولذلك أيضا، وهذا مما أن ينبغي أن ينتبه له، فإذا كان -ولله الحمد- حصل اتفاق بين العائلتين، وأصبحت هذه الفتاة لفلان وفلان لهذه البنت، فعليكم أن تنتبهوا لدراستكم، وتخطط أنت بالذات لمستقبلك، وتعد نفسك للزواج حتى تقصر المدة، وعند ذلك فهي لن تقبل بغيرك، وأنت أيضا لن تتوجه إلا لها في الوقت المناسب، أما أن تبدأوا من الآن مكالمات، ومراسلات فهذا له آثار كبيرة، لا تستطيعون أن تقفوا عندها في حد معين.

الأمر الثالث: أن التوسع في هذا المجال ممنوع من الناحية الشرعية.

الأمر الرابع: أن التوسع في الحياة العاطفية يجعل الحياة الزوجية الفعلية تبدأ بعاطفة فاترة، شيخوخة مبكرة في المشاعر، ولذلك نحن نتمنى أن تتوقفوا عند هذا الحد، ولا مانع من الزيارة في الأعياد والمناسبات، والسؤال عن الأحوال بطريقة عامة في أوقات متباعدة، حبذا أن يكون هذا عن طريق العائلة، وليس بطريقة فردية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونشكر لكم هذا الحرص على التقيد بأحكام الدين، ونسأل الله أن يبارك لكم، ونؤكد أن طاعة الله أغلى، وأن حب الله أعلى، وأن الإنسان لكي يبارك له الله في هذه العلاقة ينبغي أن يراعي البدايات الصحيحة؛ لأنها توصل إلى النتائج الصحيحة، نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات