أعاني من فقدان الشعور بالذات، مع إصابتي بالقولون العصبي.

1 522

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ 4 سنوات من فقدان الشعور بالذات -عدم الإحساس بالنفس-؛ حيث أشعر وكأنني لست أنا، ولا أشعر بما حولي، ينتابني الخوف الشديد والهلع، فأبدأ بالصراخ وضربي رأسي لأؤكد لنفسي أنني بخير، حقيقة هو شعور سيء، وكأنني أفقد عقلي فيخفق قلبي كثيرا.

زرت طبيبا نفسيا ولازمته 3 أشهر بدواء Alpraz و Marvel لكن لم أتم العلاج بدعوى أنني شفيت، ومن ثم بدأت المعاناة حتى أصبحت فأر تجارب الأطباء، مرة Solian ومرة Alperide ومرة Seroplexe ثم Mediazapine ثم holdol فـ Depakine ولا فائدة، حتى بت حبيس نفسي وحبيس المنزل، لا أخرج، وخائف جدا.

أنا الآن بين المرض وضعف ذات اليد "الظروف المادية" ثم الظروف النفسية الأسرية التي أود تغييرها والهرب منها، فقد أصبحت لا أستطيع التحمل.

ولتسهيل التشخيص الأعراض هي: فقدان الشعور بالذات، الخوف، كثرة الأفكار غير المنظمة والشائكة، عدم التحكم في الذات؛ حيث أقوم بأشياء بدون تفكير، والنرفزة, صعوبة التركيز، التوتر، سرعة التعب.

أخيرا: أحب أن أضيف أن لدي القولون العصبي، وهو يؤرقني كثيرا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مما أوردته من أعراض في نهاية رسالتك -وكان عرضك جيدا ومحكما- أستطيع أن أقول لك: ليس لديك مشكلة كبيرة، أنت لديك شعور بما يعرف بالقلق الاكتئابي البسيط، وهذا جعلك أيضا توسوس، وتكون توجهاتك وتصوراتك حول ذاتك سلبية.

القولون العصبي أو العصابي - كما يجب أن يسمى؛ لأنه مرتبط بالقلق – هو نتاج أو مكون رئيسي لما تعاني منه.

أنا أرى أنك لست محتاجا لأن تكون مصدر تجارب للأطباء، فالذي تحتاجه هو أن تعيد تقييم ذاتك، وتنمي ما هو إيجابي لديك، وتتخلص من السلبيات، وتكون دائما متفائلا، تدير وقتك بصورة صحيحة، وتكون مشاركا فعالا لأجل تطوير أسرتك، ويجب أن تحرص على بر والديك، واعرف - أيها الفاضل الكريم - أن سلاحي الدين والعلم هما من أمتع ومن أجمل ما يمكن أن يكتسبه الإنسان في حياته.

الرياضة تعتبر علاجا ضروريا وأساسيا في حياتك، فالنرفزة والتوترات وعدم التأكد من الذات والمشاعر السلبية، هذه كلها طاقات نفسية شاردة، يتم التخلص منها من خلال الممارسة الصحيحة للرياضة.

أريد أيضا أن تكون لك صدقات جيدة، صدقات فاعلة مؤثرة، هذه النماذج الطيبة مطلوبة في حياتنا، ومن الضروري أن تبنى مثل هذه العلاقات، ويجب ألا نستعجل النتائج، المهارات الاجتماعية تبنى وتتطور تلقائيا، وحتى إن حدثت هفوات في المنتصف فهذا يجب ألا يكون محبطا.

ضيق ذات اليد والظروف المادية: اجتهد وخذ بالأسباب، واسأل الله تعالى أن يعطيك ويرزقك من فضله ويوسع عليك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.

الأدوية التي تناولتها فيها ما هو جيد وفيها ما هو سليم وبعضها يحمل آثارا جانبية، لكن -إن شاء الله تعالى – كلها مفيدة.

أنا ألاحظ أنك أعطيت أدوية مضادة للذهان، مثل: (holdol) و (Solian) وأدوية مضادة أو محسنة للمزاج ومثبتة له كـ (Depakine) وأدوية محسنة للمزاج مثل: (Seroplexe) وهذا يجعلني أنصحك بأن تتواصل مع طبيب نفسي واحد تثق فيه، وكثرة الأدوية ليست مفيدة، إن كان لها ضرورة فدواء أو دواءان، ولمدة معروفة ومعينة سوف يكون كافيا، لكن نحن الأطباء كثيرا ما نسرف في بعض الأحيان في كتابة الأدوية؛ لأننا نستعجل النتائج، ونريد مرضانا أو من يأتونا مستشفين على أن يكونوا في أحسن حال، وبعض الإخوة والأخوات مهما نوجه لهم من إرشاد توجيه سلوكي لا يأخذون به كثيرا.

فقطعا التزامك بالمسارات السلوكية العلاجية التي تحدثنا عنها باختصار سيعطيك فرصة عظيمة لأن تتناول أقل عدد من الأدوية، وهذا يعود عليك بنفع كبير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات