السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 29 سنة من فلسطين، وبالتحديد مدينة القدس المحتلة، متزوج وأب لطفلين، بدأت معاناتي في سن المراهقة في عمر 15 سنة مع نوبات الفزع، والخوف من مواضيع الجن والشياطين حيث كنت أشاهدها على التلفزيون، وأسمع بها من الناس، فلم أخبر أهلي في الموضوع، فأخبرت صديقا لي في الموضوع، وأحضر لي ماء مقروءا عليه آيات من القرآن الكريم، وأعطاني بعض السور القرآنية لكي أقرئها كل يوم قبل النوم، وبعد قرابة شهرين تحسن وضعي، ولكن كنت أتجنب سماع كل هذه المواضيع كي لا أخاف مجددا، وتصيبني هذه النوبات مجددا.
في سن العشرين عندما أنهيت دراستي الثانوية بدأت هذه النوبات بالرجوع، ولكن في مواضيع أخرى أي أنني أخاف أن أعبر نقطة تفتيش، أو حواجز عسكرية، أو مواضيع الموت حيث إذا سمعت أن أحدا توفي في عمر صغير نتيجة جلطة، أو أي شيء كنت أخاف وأتأثر كثيرا، ولا أنام.
وأيضا كنت أخاف من الأمراض، فكنت أشعر أن قلبي سوف يتوقف عن الخفقان، وأنني سوف أموت في أي لحظة، ومع الوقت بدأت هذه الأعراض تخف تدريجيا حيث إنني في عمر 22 سنة.
بدأت أعمل في مجال الطباعة، وتجليد الكتب، وفي إحدى الأيام، وأنا جالس في مكان عملي أعمل أحسست بنوبة ذعر غير عادية، حيث إنني خفت من الواقع المحيط حولي، شعور لا أستطيع أن أصفه حيث شعرت أن شيئا اختلف عندي، وأنني أصبحت أخاف من مجرد النظر، وأني موجود أم لا، حتى أني أخاف من نفسي وأفكاري، وأني أخاف في أي مكان أتواجد فيه، أو فقدان الذاكرة، أو أني سأصاب بالجنون شعور غريب نوعا ما، وهنا قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي، فذهبت إليه وسردت له معاناتي، فأعطاني حينها دواء السيروكسات مع جلسات علاجية مع أخصائية نفسية، وبعد أربعة أشهر من العلاج تحسنت حالتي كثيرا، فتوقفت عن الدواء، ولم أعد أشربه، فتزوجت وأنجبت طفلين، وكنت أشعر بأن حياتي مستقرة، وأني تخلصت من هذه الأفكار والتخيلات المزعجة.
قبل شهر، وبالتحديد في الليل استيقظت عند حوالي 3 صباحا، فشعرت لوهلة بالخوف الشديد، والتعرق، والرعشة في جسمي، والهلع الشديد لما أراه حولي، فاستيقظت زوجتي، وقامت بتهدئتي، وقراءة القرآن، ومن ثم نمت، واستيقظت في اليوم التالي مع نفس المخاوف والأعراض التي كنت أحسها في السابق، فأصابني الإحباط والاكتئاب مما حدث.
أشعر بأني أعيش في بؤرة من الخوف أذهب إلى عملي، وأمارس حياتي، لكن بدون راحة نفسية، وتأتي هذه الأفكار والتخيلات على مدار اليوم، وفقدت طعم النوم، فإذا نمت نوما عميقا أستيقظ مرعوبا لأول وهلة، وأحس أن ذهني مشوش، فتوجهت إلى طبيبة نفسية، وشرحت لها معاناتي، فوصفت لي دواء السيبرلكس 10مليجرام حبة واحدة في اليوم، وأنا أستعمل الدواء منذ 25 يوما، لكن دون تحسن كبير على حالتي.
أنا متردد، هل أخبر زوجتي بالأمر أم لا أخبرها لكي لا تهتز صورتي أمامها، ماذا أفعل؟