أشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدثُ إذا لم أكرر الشيء، فما علاج وسواسي؟

0 236

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر21 سنة، الطول 175 والوزن 65، أعمل في صيانة الكمبيوتر، أعاني من مرض الوسواس القهري، وهو يجعلني أكرر نفس الشيء أكثر من مرة، وعندما لم أكرره أشعر وكأن شيئا سيئا سيحدث!

وهذا جعلني لا أقدر على العمل، وعند السفر إلى أي مكان أشعر بحالة هلع شديدة جدا، وأشعر كأني أحلم، ولا أشعر بالواقع، وهذا الإحساس يرعبني، ولا أقدر أن أمارس حياتي الطبيعية، أو حتى أذهب إلى طبيب.

هل يوجد علاج لهذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل الذي تعاني منه هو وسواس قهري، ووساوس التكرار يعرف عنها أنها بالفعل وساوس سخيفة؛ لأنها ملحة، ولأنها استحواذية، ودائما تعطي صاحبها الشعور بعدم الأمان إذا لم يتبعها، وهذا نسميه بالقلق التوقعي الذي هو من أسخف المشاعر الوجدانية.

أيها الفاضل الكريم: شعورك كأنك في حلم أو لا تشعر بالواقع هذا يسمى باضطراب الأنية، وهو نوع من القلق النفسي المرتبط بحالة الوسواس.

إذا: مجمل القول أنك تعاني من وسواس قهري، والوسواس القهري يعالج من خلال عدم اتباعه، بل مقاومته، وتحقيره، وعدم نقاشه. هذا سوف ينتج عنه القلق والتوتر، لكن بالإصرار على انتهاج هذا المنهج العلاجي سوف يبدأ الوسواس في التفكك والتبعثر، وسوف يقل القلق تدريجيا إلى أن ينتهي تماما.

من المهم جدا تناول علاج دوائي، فالعلاجات الدوائية تزيل القلق والتوتر، ولها خاصية مضادة للوساوس، هذا ثبت علميا، ولا شك في ذلك، وأرى أن من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار (سيرترالين)، وإن أردت أن تذهب إلى الطبيب النفسي وتقابله فهذا حسن، وسوف يشرح لك المزيد ويصف لك الدواء، السيرترالين أو غيره، أما إذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فالسيرترالين متوفر في مصر تقريبا في جميع الصيدليات، وهناك منتج محلي يأتي تحت اسم تجاري (مودابكس) وهنالك المنتج العالمي الذي تنتجه شركة (فايزر) ويسمى (زولفت) أو (لسترال).

تحصل على أي من هذه المستحضرات، والجرعة التي تبدأ بها هي خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي قوتها خمسون مليجراما – استمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا، استمر عليها لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعلها حبتين ليلا، أي مائة مليجرام.

هذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: هنالك علاجات عامة نعتبرها أيضا مهمة، تتمثل في الإكثار من التواصل الاجتماعي، وملء الفراغ، والوجود الإيجابي داخل الأسرة، والحرص على أمور العبادة، وممارسة الرياضة الجماعية، تطوير المهارات بصفة عامة، والاطلاع.

هذه -أخي الكريم– تضيف كثيرا إلى رصيدك العلاجي لمقاومة والتغلب على الوسواس بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات