أشعر بأن أمي تغار مني، فكيف أتعامل معها؟

0 544

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أريد توجيهكم كيف أتعامل مع أمي؟ فهي تغضب مني فجأة ومن دون سبب، لا أعلم ما بها؟ أشعر والله أعلم أنها تغار، وتشعرني وكأني ضرتها ولست ابنتها، لا تشجعني ولا تثني علي، بل دائما تحطمني وتقلل من قيمتي، فهي تمدح وتثني على قريباتي بينما تحطمني وتعقدني، أفعل كل ما تريده، ولكن للأسف كل ما أقدمه لإرضائها لا يملأ عينها.

عندما كنت متزوجة كانت تؤثر على نفسيتي تأثيرا واضحا جدا ينعكس على حياتي الزوجية، كيف أسعد مع زوجي وأمي غضبانة؟ ما سبب معاملتها لي هكذا؟

أتصل عليها وهي غضبانة، أزورها وهي غضبانة، أسألها هل أغضبتك في شيء؟ هل عملت لك شيئا من دون قصد؟ ترد: أنت تغيرت على أمك، خلاص تزوجت ونسيتنا، وأنا والله أسبوعيا أقوم بزيارتها، لا أعلم لماذا تعاملني بهذه الطريقة؟ عجزت فانعزلت، لأني احترت معها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا في إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما سألت عنه -أختنا الفاضلة- فنحب أن نخبرك أننا تفهمنا الحال تماما، وإنا مدركون بمعاناتك التي اشترك فيها أمران:
1- تصورات خاطئة من طرفك.
2- سلوكيات قاسية من والدتك.

أختنا الفاضلة: لا يوجد في الكون أحد يحب أحدا بقدر ما تحب الوالدة أولادها، ولا يوجد في الكون أحد أحرص عليك من والدتك ووالدك، ولو ادعى أحد غير ذلك فهو كاذب ومعاند، ذلك أن الفطرة التي وضعها الله في قلب الآباء والأمهات فطرة جبلية، لا شأن للمرء في وجودها، فحبك أمر مفروغ منه في قلب أمك.

ولذلك لا تجدي القرآن يتحدث عن وصية الوالد بولده وإنما كل الوصايا تنصب في طريقة بر الأبناء للآباء، لأن الولد غير مفطور على حب والده أو والدته، وقد يشعر لقلة عقله، أو قصر تجربته، أو ضيق أفقه، أو تفسيره لبعض السلوكيات الخاطئة للوالدين، أو أحدهما أنهما يكرهانه أو يفضلان عليه غيره، وهذا وهم -أختي الفاضلة-، ولا يمكن لأي أحد أن يخالف حقائق الأشياء، فكما قال المناطقة: حقائق الأشياء ثابتة.

الأخت الكريمة: لقد مررت بأمور ومشاكل لاشك أن لها تأثيرا سلبيا على بعض تفكيرك، وهذا أمر متفهم، ولكن لا يعني هذا أن تجوري في الحكم على أمك، أو تسمحي للشيطان أن يقذف في نفسك أنها تعاملك كأنها ضرة لك، هي تعاملك يقينا بما تراه صحيحا لك، مع العلم أنها قد تخطئ في التقدير، فخطؤها يكون تقديرا لا عداوة.

أما كيفية التعامل معها فيكون كما يلي:
أولا: غيري طريقة تفكيرك تجاه الوالدة فهي تحبك، وهذا لا يعني أن كل أفعالها كما سبق صحيحة، ولكن يقينا كل أفعالها هي تظن أنها لصالحك.

ثانيا: حاوريها، تحدثي معها كثيرا، واعلمي أنها راحلة -نسأل الله أن يبارك لك في عمرها-، فاستفيدي من تواجدها ومن برها.

ثالثا: اغفري لها أخطاءها -إن وجدت- والتمسي لها الأعذار مهما كثرت.

رابعا: أكثري من الدعاء لها أن يحفظها الله لك، وأكثري من الدعاء لنفسك أن يصرف الله عنك شر كل ذي شر، وأن يهديك لأحسن الأحوال، فالدعاء -أختنا الفاضلة- سهم صائب لا يخيب.

نسأل الله أن يبارك لك في والدتك، وأن يحفظها الله ويحفظك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات