وفاة والدي سببت لي كآبةً وخوفاً من الموت!

0 193

السؤال

السلام عليكم

عمري 27 عاما، قبل 8 أشهر توفى والدي -رحمه الله-، وقد فجعنا لوفاته، وعند وفاته كنت حاملا في الشهر السابع، وبعد وفاته بشهر ازداد تعبي، وعند زيارتي للطبيب طمأنني بأنه أمر عادي؛ لأن موعد ولادتي يقترب، وازداد التعب حتى اضطر الأطباء لتوليدي قبل موعدي بسبب ظهور أعراض تسمم الحمل.

ابنتي الآن تبلغ من العمر 6 أشهر، لكن مشكلتي أني لا أفكر إلا بالموت، أفكر كيف سيأتي ملك الموت؟! وأين سيأتي؟ وبأي هيئة؟ أصبحت أخشى الليل وأخشى الحديث عن الموت حتى وصلت لمرحلة أظن فيها أن ساعتي اقتربت، وأني أشعر بوفاتي، وأني أودع أحبابي، وصرت إذا حضنت ابنتي أظن أني لن أراها مرة أخرى، وكأني أودعها، وإذا أكلت طعاما أحبه أفكر بأن وفاتي اقتربت وأني أودع دنياي.

أحاول باستمرار الخروج من هذه الحالة، خاصة أني كنت من أشد الناس تفاؤلا وحبا للحياة، وأصبحت أكثر الناس حزنا، هل هذه أعراض الوسواس القهري؟ وما علاج حالتي؟ فأنا أرغب بالعودة للحياة من أجل أمي وإخوتي، وابنتي وزوجي.

وشكرا لتعاونكم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدك.

مشاعرك الوجدانية - أيتها الفاضلة الكريمة - التي تتسم بسيطرة فكرة الخوف من الموت والوساوس، وعدم الارتياح النفسي، والشعور بالكدر والضجر النفسي ناتجة من الأحداث الحياتية التي مرت بك، وهي وفاة والدك المفاجئة –عليه رحمة الله– ثم بعد ذلك أمر الولادة، والولادة كانت قبل الموعد؛ خوفا من ضغط الجنين أو تسمم الحمل، وأنت الآن في مرحلة النفاس.
إذا هنالك تراكمات أدت إلى تغيرات نفسية وبيولوجية أدخلتك في هذا الوضع النفسي الذي أنت فيه.

كوني أكثر ثقة بنفسك - أيتها الفاضلة الكريمة -، وكوني أكثر قوة وثباتا، وتأملي وتفكري فيما هو إيجابي وجميل، وهي كثيرة جدا في حياتك - بإذن الله تعالى -.

الذي أراه أيضا هو أنك محتاجة لعلاج دوائي، أفضل دواء يفيدك، مثل عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في الكويت، وأحبذ أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، أو حتى الطبيب العمومي، كطبيبة المركز الصحي، فهي يمكن أن تصف لك هذا الدواء، وفي بعض الأحيان يمكن الحصول عليه من الصيدلية بدون أي وصفة طبية، لكن إذا كنت مرضعا فإني أفضل أن تذهبي إلى الطبيب، وفي عمر الستة أشهر – عمر الطفل - يمكن أن يتم تناول هذا الدواء مع الإرضاع، لكن تحت ظروف وشروط خاصة وبجرعة معينة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات