أتمنى أن أصلي بخشوع، فماذا أفعل؟

0 340

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي عدم الخشوع في الصلاة: أحاول جاهدة أن ألتزم، وأن أركز في الصلاة، ولكني لا أستطيع، وأحاول أن أؤدي هيئتها سليمة، من ركوع، وسجود، ورفع للأيدي، ووقوف، وغير ذلك، وأشك كثيرا في قراءتي للآيات، هل صحيحة أم لا؟

أعيد الصلاة الواحدة مرتين، أو ثلاث على أمل أن أركز أكثر، وأصبح هذا الأمر مرهقا لي جدا، وأشعر أن الله لن يقبل صلاتي التي هي أساس ديني، أتمنى أن أصلي صلاة كاملة بخشوع، فماذا علي أن أفعل، وهل هناك درس يمكن أن يفيدني، أو كتاب أو غير ذلك؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، وشكر الله تعالى لك حرصك على إكمال صلاتك وإتمامها والاعتناء بها، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، فإن الصلاة مفتاح سعادة العبد في دنياه وفي أخراه، وهي جديرة بأن تكون محل اعتناء واهتمام.

وأسباب الخشوع كثيرة - أيتها البنت العزيزة – أهمها أن تستحضري وقوفك بين يدي الله تعالى، وتتذكري بأنك واقفة بين يديه تناجينه، وأن تقطعي قبل الدخول في الصلاة كل المشاغل التي قد تشغلك أثناء الصلاة، وإذا دخلت في الصلاة، فحاولي أن تتفكري في معاني الآيات التي تقرئينها والأدعية والأذكار التي تقولينها، فإن اشتغالك بهذا يساعدك على إحضار قلبك في الصلاة.

جاهدي نفسك على ذلك، وسيتولى الله عز وجل عونك، ومع الاستمرار ستصلين - بإذن الله تعالى – إلى أن تصلي صلاة خاشعة، وكوني على ثقة من أن الله تعالى سيتولى عونك إذا استعنت به.

لا ننصحك أبدا بأن تعيدي الصلاة بسبب فقد الخشوع، فإن هذا سيجرك إلى ما وصلت إليه، بل وأكثر منه، ولهذا يرى أكثر العلماء أنه لا ينبغي أن تعاد الصلاة بسبب فقد الخشوع؛ لأن ذلك يؤدي إلى التسلسل، بمعنى أن كل صلاة يحدث فيها أيضا ما حدث في الأولى، وتصلين إلى حالة يحاول الشيطان فيها أن يبغض إليك الصلاة ويكرهها ويثقلها عليك، فتجنبي هذا السلوك، وجاهدي نفسك على إحضار قلبك في صلاتك، وثقي بأن الله تعالى سيتقبل منك، فإنه لا يضيع من أحسن عملا، واسأليه سبحانه وتعالى أن يعاملك بطلفه وكرمه، لا بعملك أنت فقط.

وهناك رسالة صغيرة، صفحات يسيرة في أسباب الخشوع في الصلاة، اسمها (ثلاثة وثلاثون سببا للخشوع في الصلاة) للشيخ المنجد، وهي موجودة ومنتشرة على الشبكة، فحاولي تحصيلها وقراءتها والاستفادة منها.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك، ويأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات