كيف أتخلص من تداعيات الماضي الذي سبب لي القلق والاكتئاب؟

0 270

السؤال

السلام عليكم

منذ أن دخلت الابتدائية, وأنا مرتاح من أصدقائي, فلما دخلت المتوسط صاروا يتهربون مني من رائحة فمي وملابسي؛ لأن أهلي أهملوني, فكنت أضع يدي على فمي, وكان الطلاب يستنقصوني, ويسخرون مني بشكل كبير في المدرسة, وكنت أهرب من الدراسة, وأذهب إلى الإنترنت.

صار عمري 17 عاما، وبدأت المشاكل الأسرية من ناحية أبي, فهو يحب المال, ويحبنا, لكن كأنه غير مسؤول, ودائما يقول: (أنا تورطت فيكم)، دائما كان يطردني من البيت, وكلما فعل مشكلة في البيت كنت أفعل العادة السرية, واستمررت أفعلها يوميا قبل النوم.

الآن عمري 25 عاما، أصبت بالقولون العصبي وعمري 20 عاما، وأنا دائما أتنهد, ووزني زائد, وآكل بشغف وبسرعة, وأفكاري مشوشة, وأعاني من قلق, وتوتر, وفكر سلبي.

إذا رأيت أبي قادم أكتئب وأخاف, وإذا اتصل بي كذلك، وإذا رأيت سيارته عند البيت أتوتر وأقلق, وإذا دخلت البيت وسرت بجانبه أتكلم في نفسي وأقول: الآن سيتكلم من ورائي ويسبني أو ينتقدني.

أنا حاليا أعاني من انتفاخ في بطني, وأفكاري مشوشة, ودائما أكبر الأشياء, وإذا فعلت شيئا ألوم نفسي, وأقول: لماذا عملت كذا؟

أشعر باكتئاب شديد, ذهبت للدكتور فأعطاني (فافيرين 50) ولم أستفد منه شيئا, فتركته تدريجيا, والأشياء التي أعاني منها هي: العادة السرية قبل النوم, والآن أحاول أن أتركها, وقد نجحت معي الخطة, لكني أفكر فيها, وأفكر أكثر بحياتي الشبه ميتة.

أنا كلما أقرأ للأستاذ إبراهيم الفقي أرتاح, وأعمل, لكن أشعر بشيء يشدني وينزلني كلما أتذكر أبي والأسرة والماضي.

وأشعر الآن بخمول شديد, وانتفاخات, مع العلم أني فحصت ولم يظهر شيء، ومنذ ثلاث سنوات وأنا على هذا الحال، كلما أصحو صباحا أصحو متعبا.

أرجوكم ساعدوني؛ لأني بدأت أترك الصلاة, وأنسى ديني, وأشعر بالضياع.

أرجوكم ساعدوني فالله أرسلكم لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا بد أن نركز على نقطة أساسية في إجابتنا هذه، وهو أن الماضي الذي عشته نحن الآن نتجاهله؛ حيث إن له تأثيرات قد تكون سلبية، لكن الماضي انتهى، الماضي مجرد خبرة، الماضي مجرد تجربة يستفاد منها، وأنت الآن رجل راشد ومسؤول عن نفسك تماما، ولا بد أن تجلس وتقيم الأمور بصورة تفهم فيها نفسك بصورة أفضل، وتحاول أن تعالج صعوباتك وتطور نفسك.

لديك المحور النفسي، ولديك أيضا مشكلة في المحور الجسدي، وكذلك المحور الاجتماعي.

بالنسبة للمحور الجسدي: لا بد أن تضع خطة كاملة لأن تنقص وزنك، وهذا يتطلب منك عزيمة وإصرارا وجهدا، وفي ذات الوقت هناك أمر بسيط، وهو التحكم في الطعام، نوعه وكميته، وممارسة الرياضة، تجنب النوم النهاري، هذه كلها تؤدي إلى نقص الوزن.

موضوع الانتفاخ في البطن: يفضل أن تذهب وتجعل الطبيب يفحصك، لا يمكننا أن نشخص أي سبب له دون فحص الطبيب.

موضوع العادة السرية: هي مسؤولية ذاتية، ولا بد أن تتخذ قرارا صائبا وحازما مع نفسك وتحرر نفسك من هذه العادة؛ لأنها استعباد وإهانة للفكر.

من الناحية النفسية: أنا أعتقد أنك بالفعل محتاج لأحد محسنات المزاج، الفافرين عقار جيد، لكن لا شك أنك لم تستفد منه، أنا أعتقد أن (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين) سيكون مفيدا لك، ويتميز البروزاك أن جرعته واحدة، لا تحتاج لزيادة في حالتك، والجرعة هي عشرين مليجراما يوميا، تتناوله لمدة ثلاثة أشهر، ويتميز بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أنه يجدد -إن شاء الله تعالى– الطاقات النفسية والجسدية.

فيما يخص المحور الاجتماعي والأسري: لا بد أن تكون عضوا فعالا في أسرتك، لا بد أن تطور مهاراتك اجتماعيا.

موضوع تركك الصلاة أحزنني كثيرا، ما هذا أيها الفاضل الكريم؟ الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد، إن صلحت صلح بقية عمله، وإن فسدت فسد بقية عمله، الذي لا يصلي بانتظام لا حظ له في الإسلام، فيا أيها الشاب الكريم: ارجع إلى صلاتك لترجع إليك الطمأنينة.

أريدك أيضا أن تكون بارا بوالديك، أريدك أن تطور مهاراتك –كما ذكرت لك– في المجال الاجتماعي، والمجال التواصلي، وهذا هو الحل لمشكلتك من وجهة نظري.

خذ المحاور الثلاثة التي تحدثنا عنها، وابدأ في علاج حالتك، والأمر ليس بالصعب.

القدوة الطيبة الحسنة في حياتك إذا وجدتها واتخذتها كنموذج تقتدي به أعتقد أن ذلك أيضا سوف يفيدك كثيرا، والإنسان يحتاج لمن يؤازره في أمور الدين والدنيا، أنا أثق تماما أن حولك عددا ممتازا من الشباب من الأهل ومن الجيران وخلافهم، كن دائما في صحبتهم وسوف تجد منهم السند.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات