أخاف من الموت، وأريد حلا لمشكلتي.

0 322

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة عمري 23 عاما، وغير متزوجة، منذ 5 أشهر، توفيت خالتي بعد معاناتها مع المرض، وقد رأيتها وهي في سكرات الموت، وبعد وفاتها بكيت بصعوبة بالغة، ثم لم أبك لمدة ما يقارب الشهر والنصف، ولكني كنت أشعر بضيق داخلي.

والدتي كانت قد أصيبت بصدمة وهي في مثل عمري، وهي لا تزال تستخدم العلاج النفسي حتى الآن، ولكنها في مثل هذه الأزمات طوال حياتنا كانت تصاب بصدمة وتعاود العلاج، ثم تصبح أفضل -بفضل الله-، وكانت على وشك أن تصاب بهذه الصدمة مرة أخرى عند وفاة خالتي، ولكن -بفضل الله- تخطتها.

بعد حوالي شهرين من الوفاة كان وقت اختباراتي النهائية في الجامعة، وفجأة انقلبت حياتي، وأصبحت أخاف من الموت وكأني تذكرت وفاتها، وأخاف من المرض، وأخاف حتى أن يذكر اسمها، وكنت لا أستطيع النوم ليلا، وأطلب من أمي أن تقرأ علي القران حتى أهدأ، حيث كانت تصيبني رعشة شديدة، وبروده في الأطراف، وخفقان سريع في القلب، ونقص وزني، وأصبحت لا أريد أن آكل، واشتد علي القولون العصبي، فظننته مرضا خطيرا، وذهبت للطبيب، وأجريت فحوصات وتحاليل، ولكني لم أثق به، فذهبت للاستشاري، وأجرى لي فحوصات، وأخبرني بأنني سليمة، وأنه مجرد تهيج خفيف في القولون نظرا لعصبيتي.

واستمر الوضع هكذا، حتى صارحت أمي بأني أخاف من الموت، وأريد أن أذهب لطبيب نفسي، وبالفعل ذهبت، ولكنها لم تفدني كثيرا، فقط سألتني ماذا يخطر ببالك؟ وأخبرتها الموت، فوصفت لي دواء لا أتذكر اسمه، ولكنها قالت لي بأنه مهدئ، وليس له أي أضرار جانبية، وتستطيعين إيقافه في أي وقت دون تدريج، لأن حالتك بسيطة، وكانت جرعته 5 ملي جرام، فأخذته لمدة يومين فقط، لأنه كان ينومني بطريقة غريبة، وبحثت على الإنترنت، فوجدته مهدئا ومنوما فأوقفته، لأنني لست بمجنونة، فأنا أريد التخلص من أفكاري ولا أريد منوما.

انتهت اختباراتي، وذهبت للعمرة، ولا أخفيك أني كنت بأفضل حال داخل الحرم، وحدثت لي حالة الرعشة فقط مرة واحدة، وأنا بالفندق، ولكني كنت أستطيع أن أنام بمفردي –والحمد لله-.

أنا الآن لا أعمل، وأسهر طول الليل، ولا أنام حتى يأتي النهار، ولا أخفيك بأني لا أريد النوم، لأن الأفكار تسيطر علي، وأحاول أن أشتت تركيزي في الطبخ ومشاهدة برامج الطبخ، واستكشاف أكلات جديدة، وتنظيف المنزل، ومساعدة والدتي، ولكن بين حين وآخر تأتيني الأفكار، ولا أستطيع النوم ليلا.

علما بأني -ولله الحمد- والفضل أواظب على صلاتي، حتى وإن كنت خارج المنزل، فهل أنا بحاجة ماسة إلى طبيب نفسي؟

أرجوكم أنا لا أريد منومات، أريد مساعدة.

وجزاكم الله كل الخير عنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأسأل الله لخالتك الرحمة والمغفرة ولجميع موتى المسلمين.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي تعانين منه هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، من الدرجة البسيطة، وقطعا وفاة خالتك –عليها رحمة الله تعالى– كانت هي الرابط المباشر لإثارة مثل هذه الأعراض واستمراريتها، ولكن لا بد أن يكون في الأصل لديك بعض الاستعداد لقلق التوتر والمخاوف.

أعتقد أن التركيبة النفسية لشخصك الكريم تقوم على هذا التقييم، وهذا لا يعد مرضا، إنما هي سمات تتمتع بها شخصيتك.

أعراضك قلقية نفسية، وتوجد لديك أيضا أعراض جسدية مثل القولون العصبي، وهذه الأعراض الجسدية منتشرة جدا مع وجود القلق أيضا.

علاجك يتمثل في أن تدخلي في نشاطات ومهارات حياتية مختلفة، وأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الاطلاع عليها والاستفادة من تفاصيلها.

لا شك أن محافظتك على الصلاة هي دعم عظيم لك، ويا حبذا أيضا لو قمت بالانضمام لأحد مراكز تحفيظ القرآن، وهي بكثرة، أو تذهبي لمركز موزة بنت محمد للقرآن والدعوة، وستجدين -إن شاء الله تعالى– خيرا كثيرا.

أن تكوني بارة بوالديك، وأن تكوني ذات شخصية قيادية داخل المنزل، أعتقد أن هذا سوف يفيدك كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هناك عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) أراه من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك، وتوجد أدوية أخرى مثل (سبرلكس)، والذي يسمى علميا باسم (إستالوبرام) أيضا مفيد -إن شاء الله تعالى-.

الذي أريده منك هو أن تقدمي نفسك لقسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، بعد أن تحصلي على تحويل من المركز الصحي المسجلة به، والإجراءات بسيطة جدا، وسيقوم -إن شاء الله تعالى– الأطباء بفحص حالتك والقيام بالترتيبات العلاجية اللازمة، وهي تقوم على نفس المبادئ التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات