افتقدت الدافعية في الدراسة وأصبحت كسولة بلا هدف!

0 422

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، لا أعرف ماذا حصل لي بالضبط! لقد تغيرت كثيرا عن السابق، كنت تلميذة مجتهدة ومتفوقة في دراستي، وذلك ليس ببعيد -منذ حوالي سنتين- لكني الآن أشعر أني عكس ذلك، فبعد أن كان لي هدف وكنت لا أستسلم، أصبحت الآن دون هدف، وصرت كسولة جدا، وصرت أغار كثيرا من صديقتي لأنها تعمل على تحقيق حلمها، أما أنا فلا أملك الجرأة على البداية، حتى كرهت الدراسة، وكرهت البيت أيضا؛ ورغم ذلك أحب البقاء فيه ولا أحب الخروج من المنزل، ولكن أحيانا اشعر برغبة شديدة في تحقيق ما أريد، ولكنها للأسف سرعان ما تتلاشى وأرجع لحالتي السابقة، وبما أنني مقبلة على شهادة الباكالوريا -الاختبارات النهائية-؛ فإن الضغط يشتد أكثر وأقول في نفسي: (ضيعي هكذا الوقت سدى، وفي الأخير ستندمين على ذلك، وستعيدين السنة، وستصبحين وحدك مع من هم أصغر منك سنا) لدرجة أنني صرت أفكر في الزواج والاستقرار للهروب من الدراسة.

أنا في حيرة كبيرة من أمري، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى من الله الكريم أن يرزقك الصحة والعافية، ويوفقك في دراستك.

أولا: نقول لك -يا أختي الكريمة- أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة. ما بالك بأناس في عمر السبعين وما زال عطاؤهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر! والأمثلة كثيرة

فنطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة؛ فأنت بالتأكيد لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة، وإن شاء الله تصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلما وقدرة ومهارة، تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فلمعت أسماؤهم وكبر شأنهم وصاروا من الأعلام، فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم!

فاخرجي -أختي الكريمة- من هذا النفق المظلم الذي وضعت نفسك فيه واستسلمت له، وبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك: ماذا تريدين؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنين تحقيقه؟ وما هي المكانة التي تريدين وصولها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين بهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك. واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة، بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل.

واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى، ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} وإليك بعض الإرشادات التي ستساعدك -إن شاء الله- في زيادة الدافعية:

1- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها؛ وخاصة صلاة الصبح لكي تنعمي بالبركة في وقتك.

2- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة؛ فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

3- حددي أوقاتا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

4- حددي أوقاتا للراحة والنوم والتزمي بها، حتي تنتظم ساعتك البيولوجية.

5- انظري إلى إنجاز صديقتك كدافع ومحفز لك لا كمثبط لهمتك وعزيمتك، وتذكري أن لكل مجتهد نصيب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات