ألقي المحاضرات بطلاقة لكني أرتعد عند إمامة المصلين.. أريد علاجًا

0 306

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من الرهاب الاجتماعي في إمامة المصلين في الصلاة الجهرية.

الأعراض: تعرق وارتعاد وارتجاف في الأطراف وتلعثم، بحيث لا أستطيع القراءة في الصلاة.

كما أنه يوجد لدي مشكلة أخرى لا أعلم هل هي مرتبطة بالرهاب أم لا؟ وهي عبارة عن وخز، أو رجفة لا إرادية مفاجئة في أحد الأطراف, مع العلم أنها تأتيني في أوقات مختلفة لا ترتبط بالخوف الاجتماعي.

- قمت بتجربة العلاجات السلوكية التدريبية، لكنها محدودة الفائدة ووقتية.
- يكثر الخوف عندي: كلما كان العدد الذي يصلي خلفي كبيرا, واذا كنت أصلي بميكرفون فإنني أرتعد من سماع صوتي عبر الميكرفون إذا كان يصلي خلفي أحد أعرفه.

- تقييمي لنفسي في العلاقات الاجتماعية: واثق من نفسي, قادر على التحدث أمام الآخرين, أقوم بإلقاء المحاضرات أمام عدد كبير في قاعة كبيرة بدون أي خوف أو تردد.
- حافظ للقرآن، وصوتي متميز في القراءة، ولي رغبة قوية في الإمامة والخطابة، لكني أمتنع عنها بسبب الخوف.
- أحاول التهرب عن المسجد المجاور لي حال غياب الإمام حتى لا يقدمونني للإمامة.

آمل توجيهي للعلاج المناسب, وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حباك الله تعالى به من ميزات ومواهب ونعم ومقدرات ومعارف ومهارات يجب أن يكون حافزا إيجابيا لك لتتخطى هذا الخوف الظرفي الذي تعاني منه.

تحقير فكرة الخوف نوع من التدريب السلوكي الذي تحتاجه، وهذا التدريب بسيط وليس صعبا، لا تقبل الخوف، حاوره، وحاور نفسك، وارفضه، وتأكد أيها الأخ الكريم أنك سوف تنجح في الصلاة بالناس، وأن ما يأتيك من شعور بالفشل هو شعور خاص بك، وليس حقيقة.

إذا كان هنالك تسارع في ضربات القلب، أو تلعثم، أو خلافه، هذه كلها أعراض فسيولوجية مبالغ فيها، وقد تكون في البدايات، وهنا يجب أن تعتبرها نوعا من قلق الأداء الإيجابي، وليس أكثر من ذلك.

تمارين الاسترخاء نعتبرها مهمة وضرورية، ويا أخي عرض نفسك، ولا تهرب أبدا من المواقف، وعرض نفسك في الخيال، بمعنى أن تتصور أنك تخطب في مسجد وأنك تصلي بالناس (وهكذا).

البشرى الكبرى التي أريد أن أزفها لك هي أن العلاج الدوائي ناجح وناجع جدا في حالتك، إن تمكنت أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، هذا يعتبر وضعا صحيحا، وإن لم تتمكن إن كانت صحتك الجسدية ممتازة ومكتملة فيمكنك أن تتناول عقار يعرف باسم (إندرال)، واسمه العلمي (بروبرالانول)، هو دواء بسيط وسليم، يكبح ويثبط الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق.

هذا الدواء لا يعطى في حالات وجود مرض الربو، والجرعة المطلوبة في حالتك صغيرة جدا، وهي عشرة مليجرام صباحا ومساء، تتناولها يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء الآخر هو عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، ويسمى علميا (باروكستين) الأفضل تناول زيروكسات CR، ابدأ بجرعة 12.5 مليجرام يوميا، تناولها ليلا أو نهارا، إذا سبب لك نعاسا قطعا يفضل تناوله ليلا، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هو دواء فاعل، دواء ممتاز، وسليم جدا، وغير إدماني، له بعض الآثار الجانبية مثل تأخير القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية في بعض الأحيان، يحدث هذا العرض، لكن الدواء لا يؤثر على هرمون الذكورة، أو القدرة على الإنجاب.

الدواء ايضا قد يفتح الشهية نحو الطعام قليلا، والبعض يحس بشراهة نحو الحلويات، لذا يجب التحوط في مثل هذه الحالات.

العرض الذي ذكرته، وهو الشعور بالوخز، أو رجفة لا إرادية مفاجئة في أحد الأطراف هو من أحد أعراض القلق، وهنا تعتبر ممارسة الرياضة مع تمارين الاسترخاء أحد الوسائل العلاجية الممتازة، فاحرص على ذلك.

كما يجب أن تتجنب الإجهاد الجسدي الشديد، وكذلك النفسي، وحاول أن تنام مبكرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات