حياتي مع زوجي صارت صعبة بسبب حالته النفسية

0 406

السؤال

السلام عليكم

استشارتي بخصوص زوجي المريض بالوسواس القهري، منذ سنتين متزوجة، ومنذ 7شهور بدأ معه المرض، وتعالج وترك الدواء واستقرت حالته، وبعد شهرين انتكست، ورجع للمستشفى.

الآن يأخذ الدواء، وحياتي معه صارت صعبة، أنا لم أقل لأهلي عن مرضه، والآن أفكر أقول لهم، وأفكر أطلب الطلاق، لأن الحياة معه صعبة.

هل مرض الوسواس مزمن؟ وهل هو وراثي؟ يعني ممكن لو أنجبت منه أطفالا يصابون بنفس المرض؟ وهل أخبر أهلي، وأطلب الانفصال، لأن نفسيتي تعبت، وهو غير مقتنع أنه مريض أساسا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Anood حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الوسواس القهري بالفعل يعكر صفو الأسر، فهو لا يصيب المريض وحده، لكن آثاره تمتد لأعضاء الأسرة الآخرين – خاصة الزوج والزوجة -.

أيتها الفاضلة الكريمة: أولا لا بد أن يتم تأكيد التشخيص في حالة زوجك الكريم، هل هو وسواس قهري أم مرض آخر؟ وهذا قطعا يحسم من خلال مراجعة الطبيب.

ثانيا: الوسواس القهري يمكن علاجه، خاصة بعد اكتشاف الأدوية الحديثة، فيما مضى كانت نسبة النجاح للعلاج عشرين بالمائة فقط، أما الآن نستطيع أن نقول: إن ثمانين إلى تسعين بالمائة من مرضى الوساوس القهرية يمكن علاجهم بصورة ممتازة جدا، وهذه نسبة عالية جدا في الطب.

ثالثا: أرى أنه من الواجب عليك أن تساندي زوجك، أن تقفي بجانبه، أن تكوني معه ودودة ولطيفة، وأن تقنعيه بالذهاب إلى الطبيب، واستعمال الأدوية زائدا العلاج السلوكي، زائدا تغيير نمط الحياة يؤدي إلى علاج الوساوس بصورة فعالة جدا.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا تطلبي الطلاق، لا تفكري في الطلاق، إنما الذي تفكرين فيه يجب أن تبذلي جهدا لعلاج زوجك، وهذا ليس بالصعب أبدا، والتزامه مع الطبيب سوف يساعده بأن يلتزم بتناول العلاج، وحين تتحسن أحواله سوف يكون ذلك دافعا إيجابيا جدا له ليواصل العلاج، وأنت دورك هنا أن تشجعيه حتى يتحصل على المزيد من التحسن، وحين يكمل الجرعة العلاجية يثبت - إن شاء الله تعالى – على الجرعة الوقائية.

حتى أجيب على أسئلتك: هل مرض الوسواس مزمن؟ أقول: نحو ستين بالمائة من الناس قد يكون مرضا مزمنا، لكن مزمنا لا يعني أبدا أن يكون المرض متواصلا بنفس الحدة والشدة، لا، إنما قد تظهر الأعراض وقد تختفي، ومعظم الذين يتناولون العلاج حتى وإن ظهرت الأعراض تكون خفيفة جدا.

إذا هو مرض قابل للعلاج، هذه حقيقة أؤكدها لك، وإن كانت هناك بعض الحالات القليلة يظل المرض فيها مزمنا، وبالنسبة للتأثير الوراثي على الأطفال: هذا التأثير نستطيع أن نقول: إنه تأثير بسيط ومحدود جدا، وليس هنالك نقل جيني مباشر من الأبوين إلى الأبناء لتوريث هذه الأمراض، إنما النقل الجيني الذي يحدث هو نقل غير مباشر، ويحدث عن طريق جينات صغيرة ومتعددة، والذي يورث وينقل جينيا هو الاستعداد للمرض إذا توفرت الظروف الحياتية والبيئية الأخرى.

أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة، فالخلاصة: لا نستطيع أن نقول: إنه مرض وراثي، وهذا يجب أن يطمئنك، حين ينشأ الأبناء بصورة صحيحة وجيدة ويكون هنالك نوع من التربية الوقائية لن تكون هنالك فرصة للإصابة بهذا المرض.

بالنسبة لموضوع إخبار أهلك: لا أعتقد أن ذلك أمر إيجابي، تعاملي مع الأمر بستر وشيء من الصبر، والمهم هو أن تركزي جهودك على إقناع زوجك بأهمية العلاج، واذهبي معه للطبيب، وحتى الدواء: اتفقي معه أن تكوني أنت التي تعطيه الدواء، مثلا مع طعام العشاء، مع شاي الصباح، اجعلي نفسك أنت المساندة والمشجعة والمحفزة له، هذا أيتها الفاضلة الكريمة: يساعده ويساعدك كثيرا.

عدم اقتناعه بأنه غير مريض: هذا يوجد في بعض الحالات، خاصة إذا افتقد المريض الاستبصار والإدراك التام لحالته، وأنا دائما أحتم على ضرورة مراجعة التشخيص من قبل الأطباء.

أرجو أن تأخذي بهذه المنهجية، وإن شاء الله تعالى يتعالج زوجك، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات