كيف أخلص زوجي من الإدمان؟

0 147

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

زوجي مدمن مخدرات حبوب منذ أكثر من سبع سنوات، واكتشفت ذلك قريبا وأنا عندي ولد، أريد مساعدتي كيف أقنعه بالعلاج؟ وكم يستغرق علاجه؟ وأريد بعض النصائح حتى أستطيع التعامل معه ومساعدته.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا نريد أن نحبطك، ولكن تناول المخدرات لا شك أنه مشكلة ومشكلة كبيرة جدا، فمعظم المدمنين لا يظهرون الحجم الحقيقي لمشكلتهم، من يتعاطى دائما يعطيك تقديرات أقل لما يتعاطاه.

دورك حيال زوجك هو أن تأخذي هذا الأمر على محمل الجد دون أن تنزعجي عاطفيا، كوني صلبة، تحدثي معه بكل وضوح وفي حدود الذوق والاحترام واللطف، وحسني ثقافتك حول المخدرات والحبوب المخدرة، لأن ذلك سوف يجعلك في موقف قوي حين تناقشينه، حين تكونين ملمة بأضرار هذه الحبوب مما تسببه من هلاوس وتدهور في الشخصية، واضطرابات عقلية (وخلافه)، هنا سوف تتحسن قناعاته بأنه يجب أن يتغير.

العلاج في مثل هذه الحالات يكون من خلال إقناعه بالذهاب إلى مرافق العلاج، والمملكة العربية السعودية -والحمد لله تعالى- فيها مرافق متميزة جدا لعلاج مشاكل المؤثرات العقلية، هنالك مستشفيات الأمل في الدمام، وفي الرياض، وفي جدة، وهنالك عيادات نفسية متفرقة حول المملكة.

فإذا الاستعانة بالخدمات الفنية العلاجية هنا مطلوب.

مع احترامي الشديد لزوجك الكريم إلا أن متعاطي المخدرات دائما تجدهم يعطون وعودا قد لا يستطيعون الوفاء بها، وإن توقف الواحد منهم قد يتوقف لأيام قليلة ثم بعد ذلك ينتكس.

جهد المدمن الذي يريد أن يقلع لا شك أنه مقدر، لكن لا بد أن تكون هناك إعانة فنية طبية نفسية، لأن الإدمان في الأصل هو مرض.

فأقنعي زوجك الكريم بالذهاب إلى مرافق العلاج، هذا مهم جدا، وعليك أيضا أن تساعديه في أن يغير نمط حياته، الابتعاد من الأماكن والأشخاص، وتجفيف المنابع للمؤثرات العقلية التي تناولها ومع من وتحت أي ظروف.

أن يجتهد في أمور دينه، وأن يكثر من الاستغفار والدعاء، والصلاة مع الجماعة.

يجب أن تشعريه دائما أن الحياة فيها أشياء جميلة يمكن أن يدمنها الإنسان ويتعاطاها: أن يحرص الإنسان على دينه، أن يحب أسرته، أن يطور مهاراته الفكرية والعملية، أن يصل رحمه، أن يسعى دائما لتأكيد ذاته وتطويرها، هذا كله يشجع الإنسان على أن يتغير.

أرجو أن تبدئي مباشرة في فتح هذا الموضوع مع زوجك، وتخيري اللحظة الطيبة، اللحظة التي يكون فيها مزاجه معقولا ومتقبلا، ودعيه يشعر أن الأمر يمكن أن يحتوى في ستر وسرية، لكن إذا تمادى ولم يتوقف قطعا هذه الخاصية سوف تفقد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات