ما السبيل لإصلاح خلل الموظفين بطريقة ملائمة؟

0 260

السؤال

السلام عليكم

أنا مدير جماعة من الموظفين، وهم على أخلاق عالية, ويقومون بأداء العمل المكلفين به على أكمل وجه، ولكن بعضهم مستهتر قليلا فيما يخص توقيت العمل؛ حيث إنهم يتأخرون في العادة أو يتغيبون ليوم كامل، فما السبيل لإصلاحهم بطريقة دبلوماسية؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المدير الناجح يحسن التعامل مع مرؤوسيه ويتواضع لهم، ويفهم الأبعاد الإنسانية لهم، ويحرص على أن يكون له تواصل معهم، وتفهم لاحتياجاتهم، ومع ذلك فهو أيضا لا بد أن يحرص على الانتظام في العمل، وأرجو أن يعالج الخلل بداية بمكافأة المنتظمين في أعمالهم، وإعطائهم شهادات تقديرية أو حوافز مالية أو حوافز معنوية؛ لأن في ذلك لفت نظر للآخرين، فإذا استوعبوا الدرس وتميزوا في حضورهم فإن هذا هو المطلوب، وإن كانت الأخرى وظل هذا التمادي في التأخير فلا بد هنا من لفت نظرهم بعد الثناء على مجهوداتهم وعلى أعمالهم، وبيان أن الإنسان لا بد أن ينتظم في عمله.

وإذا كان للموظف عذر قاهر فلا بد من اعتذار سابق لصاحب العمل أو الشركة والمؤسسة، وعند ذلك يوضع هذا الاعتذار في موضعه الصحيح، فإما أن يعتبر من الإجازة الرسمية، وإما أن يقدره المدير ويسامح هذا العامل ويقدر الظرف الذي فيه، بل ومن الكمال إذا كان هذا الغائب له عذر قاهر أن نقول له: (هل يلزمك المساعدة؟ هل نفعل لك شيء؟) حتى يكسب ولاء هؤلاء العاملين والموظفين للمؤسسة التي يعملون فيها.

والأمر يحتاج إلى فهم دوافع هذا التأخير أيضا، وأسباب هذا التأخير، فقد تكون هناك أسباب خفية تحتاج معنا إلى أن نعيد في فهم تأخر العامل، وأيضا لا بد من ملاحظة حسنات هذا العامل الذي يتأخر والإنجاز الذي يؤديه، المهم حتى تكون النظرة شاملة، ولكن لا بد أن يكون هناك انتظام في مواعيد العمل؛ لأن السكوت على المتسيب يجعل العدوى تنتقل خاصة إذا لم يكن هناك ثناء أو مكافأة لمن ينتظم في أعماله.

نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونذكر بأن المدير عليه أن ينصح لمرؤوسيه في دينهم وفي دنياهم، وأن يكون كالأب الحاني بالنسبة لهم، وعليهم أيضا أن يحترموه ويقدروه، ويخلصوا له في الله في العمل، ويجتهدوا في إرضائه واحترامه.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات