أعاني من وسواس عدواني، فكيف أتخلص منه؟

0 338

السؤال

السلام عليكم
استاذنا الفاضل، محمد عبد العليم، أسأل الله عز وجل أن يرزقكم الجنة، بما تقدمونه من خدمة عظيمة.

أنا شاب في الثامنة والعشرين، كنت أعاني في الثانوية العامة من وسواس عدواني، وكنت أخاف من السكين، واستمر هذا الوسواس معي نحو سنتين، وقاومته واختفى بدون رجعة، ولله الحمد.

المشكلة أني خطبت منذ ستة أشهر، ولله الحمد، ولم يكن لي نصيب في هذه الفتاة، تركتها منذ شهر، ومنذ ذلك الشهر وأنا خائف من الخطوبة القادمة، وخائف من الفشل في الحياة الزوجية، وخائف أن لا أكون متوافقا معها.

الموضوع شغل فكري في كل وقت، حتى إنه كان عندي امتحان ماجستير، وكنت أفكر في الامتحان في موضوع الخطبة القادمة، وهل أنجح في الحياة الزوجية، وأسئلة كثيرة، حتى إن التفكير الكثير أتعبني.

أريد علاجا سلوكيا لهذا، وهل حالتي تحتاج إلى علاج دوائي؟ علما بأن لي خالا كان دكتورا، وأصيب في فترة بشيء شخص أنه فصام، ولكنه ذهب منه بدون علاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يجعل لك نصيبا في امرأة أخرى، وأن تعيش وتسعد معها في حياة هانئة وطيبة.

بالنسبة للوساوس ذات المحتوى العدواني، فبالفعل هي محزنة جدا للنفس ومخيفة، والعلاج السلوكي مضامينه معروفة، وهي: تحقير هذه الأفكار، وعدم مناقشتها، والإغلاق عليها، واستبدالها بفكر مخالف، لكن كثيرا هذا قد لا يكفي، واستعمال الدواء من وجهة نظري يعتبر ضرورة.

الوسواس العدواني على وجه الخصوص يتطلب استعمال دواءين، الدواء الأول عقار مثل: البروزاك أو الفافرين، والدواء الثاني جرعة صغيرة من عقار رزبريادون، واحد مليجرام إلى اثنين ملجيرام.

هذه هي الطريقة المثلى أيها الفاضل الكريم، لذا أحبذ أن تذهب وتقابل طبيبا مختصا، هذا إن كان ممكنا، وإن لم يكن ممكنا فابدأ في تناول الدواء، على الأقل استمر على جرعة وقائية لتجعلك مستقرا، ابدأ بالجرعة التمهيدية العلاجية، ثم انتقل للجرعة الوقائية.

جرعة البداية أن تتناول الفلوزاك (مثلا) والذي يسمى علميا (فلوكستين) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم، وهذه هي الجرعة الوقائية والتي يمكن أن تستمر عليها لمدة عام أو عامين، لا بأس في ذلك أبدا؛ لأن الدواء سليم وبسيط جدا، أما بالنسبة للرزبريادون فتناوله بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

إذا علاجك الدوائي علاج بسيط، وسليم، وصحيح، وإن شاء الله تعالى يحسن لديك الدفع نحو التطبيقات السلوكية.

هذا هو الذي أراه في علاج حالتك هذه، وأنت الحمد لله تعالى رجل ناجح في حياتك، ولديك أهداف طيبة ومحددة.

أسأل الله تعالى أن يحقق لك أمانيك، وواصل في مجهوداتك الأكاديمية، وأكثر من تواصلك الاجتماعي، واصرف انتباهك تماما عن هذا الوسواس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات