أحب فتاة من أقاربي وأخشى عليها من الوقوع فريسة لأحد الشباب

0 330

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 18 سنة، أحب فتاة من أقاربي أصغر مني بسنتين أو ثلاث، قطعت علاقتي معها منذ فترة طويلة لحرمة ذلك الأمر، لكنها دائما تحاول الاتصال بي عن طريق مواقع التواصل أكثر من مرة، وتخبرني أنها تواجه مشاكل، وأنها مدمرة نفسيا، وأنها فكرت في الانتحار أكثر من مرة، وأنها لا تجد من يهتم بها، وتحس أنها غير محبوبة، ولا يهتم بها أحد.

أخشى أن هناك من يهددها حاليا، وتقول: إنها لا تجد من تثق به من أقاربها -من أعمامها وأمها- غيري، وتخبرني أنها ليس لديها أصدقاء، وأنها صدمت أكثر من مرة في أصدقائها وتركتهم.

هل يجوز لي أن أتحدث معها أم ماذا أفعل في تلك الحالة؟ لأني أخشى أن يصيبها مكروه في أنها قد تنتحر أو تقع فريسة لأحد الشباب، وتجد من يهتم بها وتقع في مصيبة أكبر، وغير ذلك من الأشياء الأخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، ونسأل الله أن يهدي شباب المسلمين والفتيات إلى ما يحب ربنا ويرضا.

أرجو أن تعلم أن النصح مطلوب، ولكن نصح الشاب للفتاة أمر نحتاج معه إلى وقفات، وإذا كانت هي تخاف من تواصل الآخرين فينبغي أن تخاف أيضا من تواصلك معها، لأن الشيطان هو الثالث، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونتمنى إذا كان بالإمكان أن تتقدم خطوة إلى الأمام، وتؤسس معها علاقة شرعية مكشوفة، تحت سمع الأهل وبصرهم، وبعد ذلك تستطيع أن توصل لها النصائح، من خلال جعلها وكونها أصبحت مخطوبة لك، مع أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكن يستطيع أن ينصح لها في حضور أهلها، يستطيع أن يذكرها بالله تبارك وتعالى، يستطيع أن يكلمها فيما يرضي الله، ويبتعد عما يغضب الله تبارك وتعالى.

نتمنى أن تشرك بعض أخواتك من الصالحات في التعرف على هذه القريبة – وهذا هو الأصل – لأن الإنسان ينبغي أن يوصل النصيحة للبنات عن طريق أخواته، أو عن طريق ربطها بمركز إسلامي مخصص للفتيات وللنساء، أو حتى بموقع من المواقع النظيفة التي ينشر فيها العلم وتكون فيها النصائح.

لا نؤيد التمادي في الاستمرار معها، خاصة بعد هذه المقدمة التي بدأت بها، وهي أنه حصل بينكما تعلق وحصل منك ميل، والإنسان صحيح من المهم أن يدعو الآخرين ويسعى في هدايتهم، لكنه أولا يسعى في هداية نفسه وفي إبعادها عن مواطن الزلل والسقوط.

لا مانع من أن تستمر في النصح لها، ولكن تجنب التمادي، وتبحث عن البدائل الصحيحة، وتتجنب الكلام الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى، وتجتهد - كما قلنا – في ربطها بأخواتك أو بخالاتك أو بعماتك، لتدخل معهن في مجموعة ويحصل بينهن التناصح، وحاول أن تبحث عن أسباب تغافل وتجاهل الأهل وتقصيرهم في حقها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على الخير، وأن يلهم شبابنا السداد والرشاد.

من الضروري أن تتواصل معنا حتى نعرف تفاصيل أكثر: لماذا هي مكروهة؟ هل هي صادقة فيما تقوله؟ إلى غير ذلك من الأشياء التي ستعيننا على اتخاذ القرار الصحيح والتوجيه بما يرضي الله تبارك وتعالى.

نسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد والخير حيث كان ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات