أعاني من العُجب واستعظام عبادتي وأعمالي، أريد علاجا. ً

0 171

السؤال

مشكلتي أنني أصبت بأمراض القلوب، وبعدما شفيت منها، أصبت بالوسواس القهري فيها أيضا بمعنى أنه في العجب مثلا إذا صليت شعرت باستعظام هذه الصلاة، كنت في الحقيقة أشعر بهذا الاستعظام في قلبي، وبعد انتزاعه مني، جاء الوسواس القهري ويذكرني بهذا العجب، فأكون في تامة صفاء الذهن والقلب من المشاغل، وفجأة يهجم علي بالتذكير بالعجب فأنزعج، وأقلق، وأتوتر، وأستعيذ بالله وأضجر، وهكذا في سائر هذه الأمراض في كل لحظة كل موقف، كل كلمة، وجملة، إبداء رأي أو شيء.

أسأل الله الشفاء، وأطلب منكم العلاج، ولا تعطون أي أدوية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما وصفته بأمراض القلوب وأعطيت مثالا له، وهو: شعورك حين تصلي الصلاة باستعظامها، وتذكرك للعجب بفعلك، وهذا يؤدي إلى صفاء ذهنك وقلبك، ثم بعد ذلك تأتيك الفكرة فجأة وتلح عليك.

أيها -الفاضل الكريم-: هذا هو الوسواس القهري، هو في هذه الصورة، وله مكون قلقي رئيسي جدا.

علاجك قطعا عن طريق الأدوية؛ لأن الوساوس الفكرية -خاصة من هذا النوع- الدواء يقضي عليها تماما، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب وتقابله، حتى تقتنع بأهمية الدواء، وأنا متأكد أن الأدوية سوف تريحك تماما.

لا تتخذ قرارا سلبيا مسبقا، بمعنى أن تقول (أنا لا أريد الأدوية) لا، الوسواس له مكون بيولوجي قوي جدا، هذا مثبت الآن، لا شك فيه، وما دمنا نتكلم عن البيولوجي، ونتكلم عن الكيمياء فلا بد أن يكون العلاج من نفس الشاكلة، من نفس المكون، وفي هذه الحالة هو الدواء، وهذا لا يعني أن تتجاهل العلاجات الأخرى، والتي تتمثل في: التجاهل، الإكثار من الاستغفار، عدم مناقشة الوسواس، فعل ما هو مضاد له، هذا كله يعالجك علاجا سليما -إن شاء الله تعالى-، لكن أرى أن الدواء على رأس المتطلبات العلاجية في حالتك.

فيا -أخي الكريم-: لا تحرم نفسك من هذه النعمة، لن أصف لك دواء؛ لأني أريدك أن تذهب إلى الطبيب لتتحسن قناعتك بالدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات