أشعر بالوحدة ولا أحد يحبني حتى أهلي، ولا أحصل على شيء أسعى له

0 360

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 21 سنة، مشكلتي الضيق الشديد والحزن والرغبة في الانتحار مع أني ملتزمة جدا، ومحافظة على الصلاة وعلى قراءة القرآن، وكل أمور الدين محافظة عليها، وأكثر من 3 مرات فشل موضوع زواجي، ولا أمر من أموري يتم، تحديت كثيرا ﻷكمل دراستي الجامعية ولم أستطع، بحثت عن عمل ولم أجد، حاولت الحصول على أي شيء في الحياة، وكلما أحاول الحصول على شيء تحبط محاولاتي وأفشل.

وليس عندي أصدقاء ولا أهل يكلمونني لدرجة شعوري بالوحدة الشديدة، وكلما حاولت تكوين صداقات وعلاقات ودية ينفر الناس مني، وحتى في لقاءات الأهل لا يحبون وجودي بينهم، وفي البيت يستبعدونني عن كل شيء، ولا يخبروني ماذا يحصل من أمورهم، فقط يقدمونني لأشغال البيت، والله لو لم يروني طول اليوم لا أحد سيسأل عني، ولا أحد يحب أن يكلمني، وكلما حاولت تغيير الوضع يزداد سوءا لدرجة أني تعبت.

وشعري يتساقط وظهري يؤلمني، ونفسيا وذهنيا متعبة لدرجة أني أريد خنق نفسي، وأريد أن أصرخ من الضيق الشديد، وكلما رأيت سكينا أتخيل أني أقتل نفسي بها، وحتى الناس الجدد عندما يروني لا يحبون مجالستي ولا الكلام معي، وإذا حاولت دائما أجد الردود التي تقطع القلب، علما بأني خلوقة جدا ولا ينقصني شيء، والمشكلة إذا كان الأهل لا يحبونني فكيف الناس سيحبونني؟

سؤالي: لماذا أنا يحصل معي هذا؟ لم أنا وحيدة؟ لماذا لا يسأل عن حالي أحد؟ لماذا لا أجد اهتماما من أحد؟ وحتى الزواج حرمت منه، أنا في حالة نفسية صعبة وأشعر أني سأنتحر.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك -أختي الكريمة- أن المؤمن في هذه الدنيا معرض لامتحانات وابتلاءات، فقد يبتلى في دينه وفي ماله، وفي صحته، وفي مجتمعه الذي يعيش فيه....الخ من أنواع الابتلاءات، فالاستعانة بالمولى عز وجل، والصبر والمجاهدة، والعزيمة والإصرار من العوامل التي تساعد الفرد في النجاح، واجتياز الامتحان بكفاءة.

وتذكري أن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وأن الله تعالى إذا أحب العبد ابتلاه، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فلا تستجيبي لهذه الأفكار السلبية، ولا تيأسي من رحمة الله فإنها قريبة من المحسنين.

ثانيا: نقول لك –يا أختي الكريمة- أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين وما زال عطاؤهم لم ينضب؟ ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر والأمثلة كثيرة.

ثالثا: اخرجي -أختي الكريمة- من هذا النفق المظلم الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له، فبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك، ماذا تريدين؟ وما هي الرغبات التي تتمنين تحقيقها؟ وما هي المكانة التي تريدين وصولها بين أسرتك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشري في ذلك ذوي المعرفة والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك. واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل، واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه؟ ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون.

ونوصيك بالإكثار من الاستغفار، لأنه مفتاح الفرج وستتبدل حالك -إن شاء الله- إلى أحسن حال، وستسعدين بحياتك فهو مجلب للرزق والمال والزوج والبنين -بإذن الواحد الأحد-، كما نرشدك لسماع الرقية الشرعية فهي ستفيدك إن شاء الله كثيرا، وستجدينها على موقعنا أو غيره من المواقع.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات