السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 31 سنة، بدأت مشكلتي منذ 5 سنوات، عندما خطبت أحسست بصداع وتعب شديد وأنا جالس مع خطيبتي، ورغبة في دخول الحمام، دخلت الحمام ولم يخرج شيء، وأحسست أني سأموت.
ذهبت إلى عدة أطباء، ووصفوا لي الحالة خطأ، وتعبت أكثر، فقالوا: (ضعف)، فذهبت إلى دكتور وقال لي: المعدة متعبة، واسترحت نسبيا مع العلاج.
بعد أسبوعين -تقريبا- أحسست بتغير غير طبيعي في البطن، من انتفاخ، وأحيانا إسهال، وأحيانا إمساك، ذهبت إلى الطبيب فقال لي: إنه (القولون)، منذ خمس سنوات وحالتي في تدهور مستمر، ولم أتحسن من أي علاج للقولون.
الأعراض المصاحبة المزعجة: ضعف عام، خوف من أى شيء، عدم تركيز، مغص في البطن، خوف من حضور المناسبات والاجتماعات؛ لأني أتعب فيها غالبا، خوف من السفر، أحيانا أحس أن جسمي ساخن، إحساس بالتقيؤ، وأبصق كثيرا، إحساس بالإغماء الشديد أثناء البصاق، تغير في الحالة المزاجية غالبا.
نصحني أشخاص بالذهاب إلى شيوخ تعالج بالقرآن، ذهبت كثيرا وقالوا لي: ليس عندك شيء.
آخر دكتور قال لي: عندك ديدان وبلهارسيا، بالكشف بالأشعة التلفزيونية، أخذت أكثر من أربع جرعات ولم يتحسن شيء، 80% من المستشفيات والدكاترة أجمعوا أنه قولون عصبي، ولا يوجد علاج يريحني نهائيا.
أكثر الأعراض التي تتعبني: الإحساس بالتقيؤ، وكثرة البصاق، والإحساس بالإغماء، وأحيانا دوار خفيف، وعدم تركيز، مع البصاق كثيرا، وغالبا في الصباح.
مع العلم بأن نفسيتي تعبت منذ 5 سنين، على أن كل التحاليل والأشعة سليمة -والحمد الله- ولا توجد أمراض.
آملا منكم أن تفيدوني بحالتي، أرجو من الله -عز جل- أن يشفي جميع مرضى المسلمين، وشكرا لمجهود حضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما نشير دائما فإن الجسم والنفس لا ينفصلان أبدا، فما يؤثر على هذا يؤثر على ذاك، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، هذا هو الرابط الأبدي ما بين أعضاء الجسم، وكذلك ما بين النفس وما بين الجسد، الجسد بتكويناته المختلفة.
أيها الفاضل الكريم: هذه المقدمة مهمة؛ لأنها تنطبق على حالتك بصفة أساسية، حيث إن أعراضك الجسدية كثيرة، وهي متمركزة حول الجهاز الهضمي، وأنا أؤكد لك أن القلق النفسي قد يكون أحد المسببات الرئيسية، أو هو المسبب الأساسي، والقلق ليس من الضروري أن يكون قلقا ظاهرا في شكل توتر وعصبية.
قد يكون هنالك شيء من هذه الأعراض –أي ظهور العصبية على السطح– لكنها قد تكون مقنعة، وهنا تظهر على الجسد، وتؤثر على بعض أعضاء الجسم، ومن أكثر الأعضاء التي تتأثر الجهاز الهضمي، ونعرف أن الجهاز الهضمي هو جهاز أساسي في الجسم، يبدأ من الفم وينتهي بالشرج.
فيا أيها الفاضل الكريم: طول هذا الجهاز –الجهاز الهضمي- يجعله عرضة لكثير من الأعراض: التقلصات، الآلام، القولون العصبي أو العصابي، كل هذا نشاهده كثيرا.
إذا حالتك هي حالة نفسوجسدية، ليست عضوية، نعم هي مزعجة لكنها ليست خطيرة.
ونصيحتي لك هي:
أولا: لا تتردد على الأطباء كثيرا.
ثانيا: عش حياة صحية: مارس الرياضة، نم مبكرا، أكثر من الطاعات، ابحث عن تطوير المهارات والاكتساب المعرفي، مارس الرياضة بانتظام، اهتم بغذائك، طور نفسك اجتماعيا... هذا يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض.
ثالثا: مما لا شك فيه أن الأدوية المضادة للقلق وللتوترات تفيد كثيرا في علاج مثل هذه الحالة، عقارا يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) مشهور جدا فيما يخص علاج هذه الحالات، وأنا أيضا أفضل استعمال عقار مثل: (مودابكس) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (زولفت) وأيضا يسمى تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين).
أخي الكريم: أنا متأكد أن طبيب الجهاز الهضمي سوف يتفهم أعراضك، وسوف يحولك إلى الطبيب النفسي، أو يقوم بإعطائك العلاجات النفسية التي ذكرتها، ومن جانبك طبق ما ذكرته لك من إرشاد، خاصة فيما يخص عدم التردد على الأطباء، والتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة باستمرار.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.