تعبت من النظر إلى الحرام، هل من نصيحة؟

0 430

السؤال

السلام عليكم
قبل كل شيء أود أن أشكركم جزيل الشكر، لما تقدمونه من خير عظيم لإخوانكم وأخواتكم من إجابة شافية وكافية، وهذا يدل على حرصكم وابتغاء مرضات ربكم.

أنا شاب بعمر 23 سنة، تعبت من النظر إلى الحرام، فكل ما أنظر إلى الحرام أستغفر الله وأتوب إليه، وأدعو دائما في صلاتي، أن يجنبني الله هذا الذنب الذي أرى أنه يضايقني كثيرا.

علما أني متمسك بصلاتي وأمور ديني، لكن ابتليت بهذا الذنب، فأرجو منكم الدعاء لي لأني أريد أن أتخلص منه، ويكون قلبي طاهرا، وأريد أن أستقبل رمضان وأنا قد تركت هذه المعصية الخبيثة لوجه الله تعالى.

أتمنى منكم إعطائي بعض الإرشادات والنصائح الهامة التي سأتقيد بها بعد دعاء الله، وأنا جاد فيما أقول، فأرجو الإجابة الشافية الكافية، علما أني سأعقد قرآني بعد العيد، أرجو الدعاء لي بالتوفيق، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، وقد أسعدنا هذا الخوف من هذه المعصية، فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، والسهم المسموم يتلف البدن، كما أن النظر الحرام يتلف قلب الإنسان، ولذلك قال العظيم في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} ما هي النتائج؟ {ويحفظوا فروجهم}، ما هي الثمرة؟ {ذلك أزكى لهم}، ثم خوف المقصرين فقال: {إن الله خبير بما يصنعون}.

العظيم لا تخفى عليه خافية، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} والإنسان إذا أطلق لبصره العنان أتعب نفسه، قال الشاعر:
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر.

والإنسان إذا غض بصره وجد حلاوة في قلبه، ووجد طعما لحلاوة الإيمان في نفسه، وعوضه الله تبارك وتعالى خيرا، وغض البصر سبب رئيسي لسعادة الإنسان في حياته الزوجية الخاصة.

أما الذي يطلق بصره فإن الحرام إذا اعتاد عليه شوش عليه، والإنسان إذا أطلق بصره -كما قال ابن الجوزية- لم تكفه نساء بغداد وإن تزوجهن؛ لأن الشيطان يزين القبيحة ويعرضها ويستعرضها حتى يلفت الأنظار، وإذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان حتى يغري بها الرجال.

لذلك نتمنى أن تسعى في الحلال؛ لأن الإنسان إذا اكتفى بالحلال وسأل الله المعونة والتأييد سعد وأسعد أهله، فنسأل الله أن يعينك على الخير، ونعبر لك عن شكرنا وسعادتنا بهذا الإحساس، فهناك من يقع في هذه الخطيئة ولا يبالي، لكن نؤكد لك أن الشعور بالخطر هو البداية الصحيحة للسير في الطريق الصحيح، الذي نسأل الله أن يعينك عليه.

نؤكد لك أن رمضان فرصة لكسر الشهوة، وفرصة لأن يبتعد الإنسان عن مواطن الصور والغاديات الرائحات، فإن المحرم ليس النظر للنساء فقط، ولكن للصور حتى في المجلات ومن خلال النت والشاشات، والسعيد هو: الذي يشغل نفسه بما يرضي الله تبارك وتعالى، والإنسان إذا ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، وإذا ترك هذه المعصية وجد حلاوة الإيمان، ووجد سعادة مع أسرته وأهله بعد الزواج.

اعلم أن المعصية تجلب أختها حتى تردي الإنسان في المهالك، قال العظيم: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

لكن نذكر بأن الله تعالى يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} فالله يقبل توبة من يتوب ويرجع.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات