لا أحس بلذة الصلاة بسبب الوسواس عند قراءة الفاتحة!

0 22

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري كثيرا، والصلاة لا أحس بلذتها لأني أفكر، وإذا قرأت الفاتحة أخطئ وأتكلم بالكلمة التي تشغلني، وقد تعبت من الوسواس، أريد أن أصلي جيدا وأقرأ بهدوء، لا أستطيع أن أتكلم بهدوء وخشوع، أستعجل في الصلاة وأذكار الصلاة، أخبروني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلطانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية والسلامة، ونحن نتفهم – أيتها الأخت العزيزة – المعاناة التي تعيشينها، ولكن كوني على ثقة من أنك لن تتخلصي من هذه المعاناة إلا إذا أخذت ما ننصحك به مأخذ الجد، وجاهدت نفسك بالعمل به، ونصيحتنا تتمثل في أن تعرضي عن الوساوس إعراضا كليا، فلا تلتفتي إليها، ولا تعملي بمقتضاها، وهذا الإعراض هو علاجها، بل هو أمثل أدويتها، وقد جربه الموفقون فانتفعوا به غاية الانتفاع.

وأكثري من الاستعاذة بالله تعالى ودعائه أن يصرف عنك الوساوس، وبهذه الاستعاذة والدعاء مع الإعراض ستجدين الشفاء - بإذن الله تعالى -، فكلما قرأت الفاتحة وسوس لك الشيطان أنك لم تقرئي الكلمة جيدا، أو لم تتقني قراءة حروفها - أو نحو ذلك - لا تلتفتي إلى ذلك، وامضي في قراءتك صلاتك، واثبتي على هذا الطريق، وسيزول عنك الوسواس - بإذن الله -.

واستمعي إلى نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – فقد قال رحمه الله في كتابه "درء تعارض العقل والنقل": "هذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد، فإذا قال له: (لم تغسل وجهك) فليقل: (بلى قد غسلت وجهي) وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر فليقل في قلبه: (بلى قد نويت وكبرت)، فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوة العبد وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه، وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره، إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة". [انتهى بتصرف].

وهي وصية نافعة جامعة، فجاهدي نفسك بالعمل بها وسوف تجدين الشفاء - بإذن الله -.

نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات