كيف أتخلص من الاكتئاب الحاد الذي أصابني منذ الصغر؟

0 381

السؤال

أعاني من اكتئاب حاد جدا منذ الصغر، منذ حوالي 7 سنوات، وعمري الآن 17 سنة، حالتي كانت طفيفة في السنوات الأولى؛ مجرد قلق، وغضب متواصل، لم أكترث لحالتي.

في العام الماضي بدأت تأتيني حالات رهيبة، ومقلقة جدا: عدم القدرة على الضحك، وفقدان الشهية، والتزام غرفتي، والملل المتواصل، حيرة وقلق شديد من الموت، وفكرة القبر ( منذ صغري، وأنا لدي رهاب شديد من الظلام، ولا أستطيع النوم في مكان مظلم )، أصبحت أعاني من تقلص في النوم، وعدم الرغبة في الاستمتاع، إلى حد الآن تعتبر حالتي ليست سيئة.

الآن لفتت حالتي انتباه أمي وحاولت التحدث معي، كان الأمر صعبا علي، ولكنه مفيد فما أن أتكلم وأعبر عن حالتي أشعر بطمأنينة، كانت الحالة غير مستمرة، ولكنها تزداد سوءا، فكرة الموت لا تغيب عن فكري حتى أني أصبحت أشرد، وأتخيل جنازتي، وطريقة موتي، وساوس مرعبة، لا أكاد أستطيع إبعادها عن فكري رغم النصح الذي كانت أمي لا تتوقف عن قولها لي، طلبت أمي أن أستشير طبيبا نفسيا، ولكن أبي رفض الفكرة تماما.

(علما أن جدتي ووالدتي قد أصيبتا بمرض الاكتئاب من قبل، والحمد لله شفيتا)، ولكن منذ عدة أشهر عاد الاكتئاب، وأصبح رهيبا، ولكنه لا زال غير متواصل، حالات متقطعة، وشديدة كل مرة أشعر بالخوف الرهيب، ثم تبدأ الوساوس والأفكار المرعبة، أفقد السيطرة على نفسي، وأفقد القدرة على الكلام، وأشعر برعشة في رجلي، ولا أستطيع الحراك فقط في ذهني فكرة أني سأفارق الحياة في تلك اللحظة، أصبحت أشعر بآلام حادة في الأضلاع، وألم في الرأس، وأشعر بدوران، وآلام في المعدة.

علما أني لم أزر مسبقا طبيبا نفسيا، فعائلتي لا تعلم أني لا أزال أعاني من حالة اكتئاب، وأنا لا أملك القدرة لقول ذلك عندما يأتيني الرهاب الحاد أنعزل في مكان لا يراني فيه أفراد عائلتي كي لا يعلموا بمرضي.

أرجوكم انصحوني، فأنا حقا بدأت أصاب بالجنون، وفي بعض الأحيان تراودني أفكار حول الانتحار رغم خوفي من الموت، لكني أتجاوزها بالاستغفار، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lumina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من قلق الوساوس، وهذا كثيرا ما تصحبه المخاوف، وهذا كله يتأتى بعده شعور بشيء من عسر المزاج والحزن، أنت لا تعانين من اكتئاب نفسي حقيقي، فليس هنالك ما يدعوك للتفكير في الانتحار، هذا أمر مزعج جدا، مزعج لي ولكل من يسمع به.

الحياة طيبة وجميلة، وأنت مسلمة، وأمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل زاهر، والذي أراه هو أن تتحدثي مع والدتك حول الأعراض التي تعانين منها، وتحدثي واذكري لوالدتك أنك قد تواصلتي مع استشاراتنا، وأننا نرى أنك مصابة بدرجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف الوسواسي، وهذا يجب أن يعالج عن طريق الطبيب النفسي، وعلاجه سهل جدا، هنالك دواء بسيط جدا يعطى في مثل حالتك يزيل الخوف، ويزيل الوساوس، ويحسن المزاج.

تحدثي مع والدتك على هذه الطريقة، وأنا متأكد أنها سوف تتعاون معك جدا، لا تكتمي الأمر، أنا أعرف أن الوسواس خاصة الوسواس حول الموت مزعج جدا لليافعين والشباب، وأنا أتعاطف معك جدا -أيتها الابنة الفاضلة-، وأعرف أنك سوف تتخطين هذه المرحلة، لكني لا أريدك أبدا أن تعيشي تحت وطأة تهديد الوساوس وتخويفها، تحدثي مع والدتك مباشرة، واذهبي إلى الطبيبة، فالطبيبة النفسية أفضل، أو حتى طبيبة الأسرة، معظم الأطباء الآن لديهم فكرة عامة وجيدة جدا عن الوساوس، خاصة الأطباء الذين يعملون في طب الأسرة.

هنالك أدوية كثيرة جدا من أفضلها بالنسبة لمن في مثل حالتك عقار (فافرين)، أو (بروزاك)، أو (سيرترالين)، كلها أدوية ممتازة وفعالة، وبعد أن تتناولي الدواء لمدة أسبوعين، أو ثلاثة سوف تشعرين بتحسن كبير.

هنا عليك أن تبدئي في الدفع السلوكي الإيجابي -هكذا نسميه-؛ اجتهدي في دراستك، كوني أكثر نشاطا في البيت وبين زميلاتك، نظمي وقتك، احرصي على صلاتك في وقتها، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وهكذا تفتحي -إن شاء الله تعالى- آفاقا جميلة جدا وتشعرين بطعم الحياة من خلال ذلك، ويتحسن لديك التفكير الإيجابي، مما يزيد من دافعيتك نحو المزيد من التحسن، وتحدثي إلى والدتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات