رأيت شاباً في السوق فتعلقت به وصرت أبكي عليه كثيرا، فما الحل؟

0 274

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله كل خير على جهودكم، وإن شاء الله تكونوا من أهل الجنة.

أنا في سن المراهقة، وأحب شابا لكن لا أعرف هل يحبني أم لا؟ علاقتي بأمي جيدة, أحكي لها كل شيء، وأخرج معها للتسوق؛ ذات مرة كنت معها نتسوق، رأيت شابا ولم أفكر فيه، ولكن بعد مرور أسبوع تقريبا تذكرته، وفكرت فيه كثيرا جدا؛ وبعد 3 أيام شعرت بحزن شديد، واكتئاب شديد؛ أشعر أني أحبه جدا, ولا أستطيع أن أعيش بدونه؛ بحثت عنه على شبكة التواصل الاجتماعى لكن لم أجده.

أنا أبكي دائما وأشعر باكتئاب كبير؛ الآن أحرص على غض بصري؛ حكيت لأمي ما أشعر به، فقالت لي إن هذا أمر طبيعي في سن المراهقة؛ ولكني ما زلت أحب الشاب الثاني أيضا.

سؤالي: لماذا أبكي على هذا الشاب؟ مع علمي أننا لن نتقابل، ولن يكون من نصيبي -والله أعلم-؛ ولماذا أنا مكتئبة وحزينة بهذا الشكل المريع؟ أنا لم أذق الطعام منذ 3 أيام، وليس لدي رغبة في الطعام؛ كل ما في نفسي هو البكاء فقط.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه الكبير المتعال، وأرجو ألا تجري وراء السراب، واشغلي نفسك بتلاوة الآيات والكتاب، وأقبلي على الله تبارك وتعالى، وكوني على الحق والخير والصواب.

نحب أن نؤكد لك -ابنتنا الفاضلة- أن ما حصل ما هو إلا إعجاب، والشيطان دائما يزين للإنسان الحرام، ويزين للإنسان ما ليس في يده؛ وهم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله.

والشاب المذكور أعجبك ما ظهر من حاله، ولا تعرفين أحواله، بل أنت لا تعرفين هل هو مرتبط أو لا، بل أنت لا تعرفين هل هو يبادلك المشاعر أم لا؛ إذا فلماذا البكاء حول هذا الموضوع الذي كاد يكون وهميا؛ حتى لو كان حقيقيا فإن الفتاة ما ينبغي أن تستعجل في هذه الأمور.

الحب لا بد أن يكون مشتركا، والحب لا بد أن يعبر عنه بعد معرفة الصفات، فالذي حدث ما هو إلا إعجاب، ولكن الحب الحقيقي أولا: هو ما كان له غطاء مثل الرباط الشرعي، أو علاقة شرعية معلنة، والناتج عن الصفات الحسنة، التي توجد في الطرف الآخر فيحبه لأجلها، ثم يزداد حبا ويتعمق هذا المعنى بمقدار طاعة الحبيب أو المحبوبة لله تبارك وتعالى.

نحن ننصحك –ابنتنا الفاضلة– أيضا بأن تقبلي على الوالدة، وتقتربي من أسرتك، وتفرغي ما عندك من جرعات عاطفية في هذه الساحة الحلال، واقتربي من الوالدة، واستمعي إلى نصحها، واشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وهم هذا العدو –كما قلنا– هو أن يدخل الأحزان والاكتئاب على الأبناء والبنات، لكنا نتغلب عليه بذكرنا لله، وباستعاذتنا بالله، وبلجوئنا إلى الله، وبتلاوتنا لكتاب الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن كيد الشيطان ضعيف، فحاولي أن تنفضي عنك غبار الأسى، وأقبلي على الله، واعلمي أن الثمرة هي الانشراح، فإن الطمأنينة مكانها واحد: ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.

فلا تفكري في ذلك الشاب ولا في غيره، ولا تعطي هذا القلب الذي ينبغي أن يعمر بالتوحيد والذكر والإنابة والمراقبة، لا تمنحي هذا القلب إلا لمن أقبل على الله تبارك وتعالى أولا، ثم طرق الأبواب وقابل أهلك الأحباب، وشعرت أنه فعلا يحبك وتبادليه المشاعر، فعندها نستطيع أن نقول: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) وعندها نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات