ما سبب نزول الإفرازات البنية بعد عملية تنظيف الرحم؟

0 498

السؤال

السلام عليكم.

في البداية أود أن أشكر لكم مجهودكم الرائع، وربنا يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا سيدة متزوجة منذ سنة تقريبا، حملت ولكن لم يشأ الله أن يكتمل فأجهضت الجنين وعمره شهران ونصف -والحمد لله على كل حال-، قالت لي الطبيبة المعالجة أنه يلزمني عمل تنظيفات، فعملت العملية -والحمد لله- كانت كثيرا مريحة.

بعد ذلك بقيت أتابع مع الطبيبة، وأعطتني منشطات لمدة شهرين، و(دوفاستون)، وأخبرتني بأن لدي ضعفا في المبايض، وأصبحت الدورة الشهرية تتأخر عن موعدها من 10 أيام إلى 18 يوما، ولم يحدث حمل، بعد ذلك عملت فحصا للهرمونات، وكان كل شيء طبيعيا، بعدها لم أتابع مع الطبيبة لأني أعلم بحالي (دورتي على نفسيتي).

في الشهر الذي لم أتابع فيه لم تتأخر الدورة إلا 4 أيام، وكان موعدها 23/ 4، مع العلم أنني أعيش بعيدة عن زوجي لظروف خاصة، والتقيت بزوجي من 1/5 إلى 3/5، والتقيت به مرة أخرى من 8/5 إلى 13/5، بعد ذلك لاحظت في 17/ 5 أن هناك إفرازات بنية اللون، وكذلك في اليوم التالي، وأما في اليوم الثالث كانت الإفرازات أخف، حتى اللون أخف، مع وجود ألم بأسفل الظهر؛ مع العلم أني أشعر بثقل في الصدر قبل كل دورة بأسبوع، ولكن هذه المرة لا يوجد أي شيء، وقد فحصت هرمون الحليب أكثر من مرة وكانت نسبته طبيعية.

أود أن أعرف ما سبب هذه الإفرازات؟ وهل من الممكن أن يحدث حمل أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tamara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة الوزن -لم تذكري الوزن في السؤال- يعطي إشارة إلى خلل وضعف في التبويض، وهذا يحدث في الغالب مع حالات (التكيس) على المبايض أو وجود بعض الأكياس الوظيفية.

والإفرازات البنية التي تنزل قبل الدورة هي عبارة عن: بعض قطرات من الدم اختلطت بالإفرازات الطبيعية من الفرج، وأدت إلى نزول تلك الإفرازات البنية، وهذه القطرات تنزل بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم بعض الشيء نتيجة خلل في التوازن الهرموني، وبين الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية، والخلل يؤدي إلى نقص هرمون (بروجيستيرون) الناتج عن ضعف التبويض، ويصبح هرمون (الأستروجين) هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

وإذا كانت الدورة في 23 أبريل طبيعية، وبها تبويض جيد، فإن موعد التخصيب يكون بعد 14 إلى 17 يوما من بداية الدورة، أي تقريبا من تاريخ 7 إلى 11 مايو، وهذا التاريخ متوافق مع وجود الزوج والجماع، ولكن من الواضح وجود مشكلة في التبويض، وهذا يحتاج إلى صبر وبعض الجهد في المرحلة القادمة، وعلاج السمنة، وبذل الجهد في إنقاص الوزن، وهذا هو المفتاح الأساسي لحل مشكلة عدم انتظام الدورة وتأخرها، وتأخر الحمل بسبب التكيس على المبايض، ويتم ذلك من خلال الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة حتى ينضبط مستوى هرمون الأنسولين وهرمون الذكورة، ولذلك ينصح بتناول أقراص (جلوكوفاج 500 مج) مرتين يوميا بعد الأكل، لأن هذه الحبوب تؤدي إلى تنظيم عمل الأنسولين الداخلي، وتقلل من مقاومة الخلايا لعمل الأنسولين، وهذا يحسن عملية التبويض، ويقلل من هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس.

وأما علاج إعادة تنظيم الدورة:
فعن طريق تناول حبوب (دوفاستون)، وهي هرمون (البروجيستيرون) الصناعي الذي لا يمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا، من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع فحص هرمونات الغدة الدرقية، لأن الكسل في وظائف تلك الغدة يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية وتأخر الحمل، مع تناول مشروب أعشاب البردقوش، والمرمرية، وتناول الفواكه، والخضروات، وحليب الصويا، أو كبسولات (فيتو صويا)، وتناول كبسولات (Total fertility)، وكبسولات (أوميجا3)، وأقراص (فوليك أسيد 5 مج) بمعدل قرص واحد يوميا، مع تناول قرص بعد الغداء والعشاء من حبوب (جلوكوفاج 500 مج) لعلاج التكيس وتحسين التبويض سواء كان وزنك زائدا أم كان الوزن قياسيا، وممارسة قدر من الرياضة، مثل: المشي، وأعمال البيت، والتمارين الرياضية، مع التركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة لا يحدث فيهما حمل.

ننصح الزوج بعمل تحليل للسائل المنوي رابع يوم من الجماع، وعرض نتيجة التحليل على طبيب تناسلية، حيث أن نسبة 40 % من حالات العقم تكون بسبب مشاكل عند الرجل، و40 % تكون بسبب مشاكل عند المرأة، والنسبة الباقية يشترك الزوجان في السبب.

إذا لم يحدث حمل في الشهور القادمة فيمكنك إعادة التحاليل للهرمونات المحفزة للمبايض، ولهرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الحليب، وهرمونات المبايض، وهرمون الذكورة، وهذه التحاليل هي: (FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN –TESTOSTERONE) ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون (PROGESTERONE) في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات