أعاني من عدم القدرة على الكلام مع أقاربي العسكريين.. ساعدوني

0 234

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عشريني، مشكلتي: إذا جلست مع أقاربي لا أعرف التكلم، وأحاول التكلم، لكن لا أقدر، لا أعرف ماذا أقول؟ والسبب أنهم كلهم يعملون في العسكرية، وكل الحديث عن العمل، وعن العسكر، كذا يتكلمون، وأنا موظف مدني، ولست عسكريا، أتمنى أن أشاركهم في الحديث، لكني لا أستطيع، وأكون متابعا بصمت، وأحيانا يكون الحديث عاما، عن الرياضة، أو السياسة، وأحاول التكلم، لكن ليس لدي معلومات كافية حتى أتكلم.

مرة حاولت أن أتكلم، وكان صوتي منخفضا جدا، وكان هناك إزعاج، فسكت، لم يسمعني أحد، وأيضا حاولت مرات أخرى أن أتكلم، وأنظر إلى أبي، وبعضا من إخواني ينظرون إلي نظرات غريبة، ومرات يصرخون علي أمام الناس، مثلا: ينادونني باسمي، صب الشاي لعمك فلان، وبعدها كل الجالسين ينظرون إلي، وإذا كنت مع أصدقائي في العمل، أو في الخارج أتكلم، وأضحك، وأكون مرحا معهم، لكن مشكلتي مع الأقارب.

أريد بعض النصائح التي أتحدث بها في مكان اجتماع عائلي، وأشارك معهم في الحوار، أنا أفضل الصمت دائما، ويطلق علي أبي لقب: البطل الصامت.

آسف على الإطالة، في انتظار ردكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك: إن الصمت يكون في بعض الأحيان محمودا، وأحيانا يكون غير ذلك، كما في الحالات التالية أو ما يشابهها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الإدلاء بالشهادة، ورفع ظلم وقع على أحد، إعلام الحاضرين بعلم يجهلونه، والمؤمن -كما تعلم- محاسب على كل كلمة يلفظها، وعليه أن يتجنب كل ما يؤدي إلى غيبة، أو نميمة، أو كذب، أو قطيعة رحم، أو سخرية، وما إلى ذلك من الحديث المذموم؛ لذلك لا تنزعج إذا شاهدت، أو سمعت الآخرين يتحدثون وأنت لا تستطيع ذلك، فربما يكون ذلك فيه خير لك، وهذا -بصورة عامة- عن أهمية الحديث.

أما إذا كان الأمر سببه الحياء، أو الخوف، فنقول لك: اتبع الإرشادات الآتية، ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر، وكذلك الإجابة على أسئلة الآخرين، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب، ولهم أخطاء أيضا.

2- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص، وصفاتهم ومناصبهم، ومكانتهم الاجتماعية.

3- لا تضخم فكرة الخطأ، وتعطيها حجما أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.

4- عزز وقو العلاقة مع المولى -عز وجل- بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإن أحبك الله جعل لك القبول بين عباده.

5- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة، والاطلاع، والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.

6- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة، مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء.

7- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة للحديث عن نفسك اغتنمها ولا تتردد.

8- قم بالتعليق على ما يذكره الآخرون من قصص، وحكايات، وأخبار، بمزيد من الاستفسارات أو الأسئلة.

وعلاج مشكلتك يكمن في المواجهة، والممارسة، فابدأ في تطبيق ذلك بصورة تدريجية، -وإن شاء الله- ستنجح في التغلب على المشكلة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات