كيف أصبر قلبي وقلب صديقتي التي ستعود لبلدها على الفراق؟

0 269

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الجامعة بقي لي عام واحد للتخرج، ولكني حزينة جدا، لأن صديقتي وأختي هي كل شيء لي في هذه الحياة وسوف تتخرج نهاية هذا الفصل الدراسي الذي لم يتبق له سوى أسبوع واحد! أنا وهي نعيش في ألم لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، لا نتخيل كيف سنترك بعضنا؟ فهي سوف تسافر إلى السعودية عند أهلها وربما لن تعود، لست أدري كيف أستطيع التخفيف عنها فأنا ربما أستطيع التحمل، أما هي فصاحبة قلب رقيق، لا نتخيل أنا سنفترق ونحن اللتان لا نصلي إلا مع بعضنا، ونحفظ القرآن الكريم سويا والكثير من العبادات نؤديها سويا، أحاول تصبير قلبها بأن أقول لها أنا سنجتمع في الجنة -إن شاء الله- ولكننا لا نريد أن تفرقنا الدنيا أيضا، أشعر بغصة عظيمة في قلبي، والله المستعان.

ساعدوني أرجوكم، بقي أسبوع واحد على تخرجها، ماذا نفعل ؟ كيف نصبر أنفسنا؟ كل يوم نبكي بسبب هذا الموضوع، أنتظر الرد أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يجعل هذه المحبة في الله ولله وبالله وعلى مراد الله وفي مرضاة الله، وأرجو أن تدركا أن العاقلة توقن أن هذه الحياة تجمع الناس ثم يفترقون، لأن هذا من طبيعة هذه الحياة، ولو أنها دامت لغيرنا لما وصلت إلينا، ونحمد الله كذلك أننا في زمان التواصل الاجتماعي عبر هذه الوسائل التي تجعل الإنسان يتواصل مع البعيد وربما نسي القريب، التي جعلت العالم كقرية واحدة وإنما شاشة واحدة.

كما أرجو أن تدركي أن المسافة بين السعودية وبين البلد الذي أنت فيه مساحة دعاء، أقل من مساحة دعوة صالحة يرفعها العبد لربنا تبارك وتعالى، فكوني مع صديقتك بالتواصي بالحق والصبر، ونسأل الله أن يجمعكما في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته.

ونؤكد أن هذه المشاعر السالبة أو هذا البكاء والحزن لن يدوم، لأن الإنسان سرعان ما ينسى، والذي نريده منكما هو الوفاء لهذه العلاقة، وأن تكون مستمرة في طاعة الله ومن أجل مرضاته، ونوصيكما بكثرة الدعاء، فقد يجمع الله تبارك وتعالى الناس بعد أن ظنوا ألا تجمع وألا تلاقيا، فالأمر لله من قبل ومن بعد، فأحسنا الظن بالله، وأكثرا التوجه لله، وأكثرا من الإقبال على الله، وأبشرا بتأييد من الله ونصر، ونسأل الله لنا ولك ولصديقتك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات