أعاني من كسل وألم في أسفل الظهر والكتفين وتنميل، ساعدوني.

0 151

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 19 سنة، أعاني منذ حوالي سنتين من ألم غريب في الرأس على شكل نبضات وموجات وشد من أعلى الرأس إلى أسفل الفك العلوي، إضافة للخوف اللاإرادي عدم الرغبة في ممارسة أي شيء، خمول، ضعف تركيز، نسيان، أحس أني مخلوق جديد على الدنيا، كل العلوم الي تعلمتها والتي اكتسبتها في حياتي من الصعب أن أتذكر منها شيئا.

كسل، وألم في أسفل الظهر والكتفين، تنميل وتخثر في الأرجل، عدم الرغبة في الكلام، تحدث مع الذات، تفكير لا إرادي، زرت أكثر من طبيب نفسي، ووصفوا لي الكثير من الأدوية، لكن دون جدوى، أجريت الفحوصات الطبية التي أقرها الدكاترة، إضافة لتصوير الرأس -والحمد الله- طلعت سليمة، بعض الناس قالوا لي أن معي القرين.

أرجوكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك الجسدية متعددة، وتوجد أيضا لديك أعراض نفسية أهمها الخوف وضعف التركيز، وعدم إحساسك بأنك تعيش في عالم طبيعي، والكسل من الأعراض المهمة في عمرك، والكسل نعتبره عرضا جسديا، وفي ذات الوقت عرضا نفسيا؛ لأنه ناتج من ضعف الدافعية.

أنت قمت بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وكلها -الحمد لله- سليمة، كما أنك قد قمت بزيارة الأطباء النفسيين، ووصفوا لك الكثير من الأدوية، لكنها لا تفيد.

الأدوية أعتقد أنها سوف تساهم في علاجك، لكنها ليست هي الحل الوحيد في موضوعك، أعراضك التي ذكرتها -والتي استمرت لمدة سنتين- تشير إلى وجود اكتئاب نفسي بسيط، وهذا الاكتئاب مصحوب بالقلق، وأدى إلى ما نسميه بحالة نفسوجسدية.

العلاجات السلوكية مهمة جدا في حالتك، وأفضل هذه العلاجات هو أن تعيد تقييم ذاتك، تستكشف بتدبر كبير نقاط القوة لديك وكذلك نقاط الضعف، ولا بد أن تنظر للأمر وتقيمه بمصداقية شديدة، وذلك لأن المزاج الاكتئابي يعطي الإنسان دائما شعورا بأن حياته ليس فيها أي شيء جميل، هذا كلام خطأ، حياتك فيها أشياء طيبة، فتدبر هذه الأشياء الجميلة، وحاول أن تطورها، وبعد ذلك انظر إلى السلبيات، وحاول أن تجد لها التدابير العلاجية، هذه هي الوسيلة العلاجية الصحيحة.

لا تشغل نفسك بموضوع أنك مصاب بمس أو شيء من هذا القبيل، هذا ليس صحيحا، كل إنسان لديه قرين، وأظن الذي تقصده أنك مصاب بما يدور الحديث عنه من عين، أو سحر، أو مس، أو شيء من هذا، احفظ الله يحفظك، هذا هو المبدأ الصحيح لمواجهة مثل هذا الاعتقاد، وأن تحرص على الصلاة والدعاء والذكر، وأن تؤمن إيمانا قاطعا بأن الله خير حافظ، هذا يكفيك، وعليك أن تمارس الرقية الشرعية، وأن تبتعد من التوهمات والخزعبلات، ولا تكون ضحية للدجل.

ممارسة الرياضة علاج أساسي في حالتك، الأعراض النفسوجسدية للشباب من أمثالك لا بد أن تعالج من خلال الرياضة، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجساد، تحسن الدافعية، فأرجو أن تقوم ببرنامج يومي من أجل الرياضة.

نقطة أخرى: المثابرة في التعليم والاجتهاد لأن تكون من المتميزين، وحسن التواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، والمشاركات الأسرية الإيجابية نعتبرها علاجا مهما، النوم المبكر ليلا، وتجنب النوم النهاري أيضا من أفضل العلاجات.

أما بالنسبة للأدوية العلاجية فعقار مثل (بروزاك)، والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أراه كافيا جدا في حالتك، يضاف إليه عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، الجرعة أيضا هي كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، وتستمر على البروزاك حتى تكمل فترة الستة أشهر.

انتظامك في العلاج -أي بتناول الجرعة في وقتها وللمدة المطلوبة- هذا يعطي نتائج علاجية إيجابية جدا، والعلاج الدوائي يجب أن تقرنه وتطبق الإرشادات السلوكية الأخرى التي تحدثنا عنها.

بما أن فحوصاتك الجسدية كلها سليمة -وهذا هو المتوقع- فيجب أن تسعد لذلك، يجب أن تحس بالفعل أنك لا تعاني من علة عضوية، وأنت شاب، -والحمد لله- لديك القوة النفسية والجسدية -إن شاء الله تعالى-، ويجب أن تعيش حياة صحيحة وصحية، فانظر إلى مستقبلك بأمان وباطمئنان وبأمل ورجاء، وزود نفسك بالمعارف، زود نفسك بالعلم، زود نفسك بالدين، فكلاهما يبقى ويطور الإنسان بصورة ممتازة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات