هل من علاج آمن للرهاب الاجتماعي لا يؤثر على الرغبة الجنسية؟

0 299

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري.

أنا بطبيعتي انطوائي, وقابل للكآبة, ولكنني إذا ارتحت في بيئة معينة لا أجد صعوبة في الاندماج والضحك معها, ولكن هذا نادرا ما يحدث, بسبب معاناتي من الرهاب الاجتماعي منذ أربع سنوات, وهو يزداد ضراوة إن صح التعبير.

والذي زاد للطين بلة مروري بصدمات نفسية عنيفة في بداية شبابي؛ مما دمر ثقتي بنفسي، عوضا عن حالات الاكتئاب العنيف التي كانت تصيبني, وإلى الآن لم تنقطع, ولكن صارت أخف حدة.

ومع مرور الوقت أيضا بدأت تنتابني نوبات الهلع العنيفة تقريبا, بدأت قبل سنة من الآن, ولكنها خفت بعد أن علمت كيفية حدوثها.

قرأت كتبا مثل (تعزيز تقدير الذات) وأفادتني بشكل طفيف. لا أود أن أطيل, أريد منكم أن تصفوا لي علاجا آمنا من ناحية القدرة الجنسية، وبحيث يمكنني التخلص منه تدريجيا, لكي لا يصبح الأمر إدمانا, كحالات أعرفها، وأن يكون صنفا واحدا.

وأسأل الله أن يجازيكم جنات عدن التي وعد عباده المتقين.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دائما التدخل العلاجي المبكر يعتبر مفيدا في درء هذه الحالات –أي حالات القلق والخوف– خاصة الخوف الاجتماعي، وقراءتك لكتب تعزز من تقدير الذات لهو أمر جيد، وعليك بالتطبيق، وحتى إن كان التحسن طفيفا -فإن شاء الله تعالى- سوف يعقبه المزيد من التحسن.

والإنسان لا بد أن يدرك ذاته بصورة صحيحة، وإدراك الذات يتطلب: أن يكون الإنسان متجردا، وشفافا حول تقدير ذاته، لا يعظمها ويضخمها، ولا يحقرها في ذات الوقت، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة التالية، وهي فهم ذاته ثم قبولها، وبعد ذلك يسعى لتطويرها.

وبالنسبة للرهاب الاجتماعي: سيظل مبدأ تحقير الرهاب فكرا واقتحامه فعلا وعملا وتطبيقا هو العلاج الصحيح، ليس هناك ما يدعوك أن تعتقد أنك أقل من الآخرين أبدا، هذه الأفكار كلها أفكار خاطئة، أفكار ذات طابع وسواسي، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك أي مكروه، فأكثر من تفاعلاتك الاجتماعية، لا تطاوع نفسك أبدا لتكون من المتجنبين والمبتعدين عن التفاعلات الإيجابية.

الحرص على صلاة الجماعة، الممارسات الرياضية الجماعية، زيارة الأصدقاء، مشاركة الناس في مناسباتهم، الترفيه بما هو طيب وجميل... هذا كله يعتبر علاجا مهما وضروريا وفاعلا.

والأدوية لا شك أنها ذات مفعول إيجابي، لكن العلاج السلوكي هو الذي يمنع الانتكاسات، وليس الأدوية.

الأدوية كثيرة ومتعددة، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى علميا باسم (باروكستين) وكذلك عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين).

بالنسبة للأثر الجنسي: تقريبا عشرة إلى عشرين بالمائة من الناس قد يحسون بشيء من –لا أقول الضعف الجنسي، لكن– ضعف الرغبة البسيط، وهذا يكون أمرا عارضا ومؤقتا، ونلاحظه ونشاهد هذه الأعراض أكثر عند الذين يتخوفون ويوسوسون حول أدائهم الجنسي.

فإذا -أخي الكريم– التجاهل يجب أن يكون هو المبدأ فيما يخص الأداء الجنسي.

لا تنزعج، تناول أحد هذه الأدوية، وبالنسبة للزيروكسات –والذي يعرف علميا باروكستين– هو دواء فاعل، والزيروكسات CR ربما يكون أفضل، والجرعة المطلوبة هي 12.5 مليجراما، يتم تناولها يوميا لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.

أخي الكريم: هذا من أفضل أنماط توزيع الجرعة العلاجية، بحيث أن تكون هناك جرعة تمهيدية، ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة الاستمرار والوقاية والتوقف التدرجي.

ويا أخي الكريم: إذا ذهبت وقابلت طبيبا نفسيا لمرة أو مرتين أعتقد أن ذلك أيضا سيكون دفعا نفسيا إيجابيا بالنسبة لك، وسوف يعضد ويقوي قناعاتك بالتعافي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات