أعيش في انطوائية دمرتْ حياتي.. أريد التوجيه والنصيحة؟

0 440

السؤال

السلام عليكم

أجد صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة لأصف حالتي الصعبة، والمشاكل تحيط بي من كل جهة؛ مشكلتي قديمة منذ صغري، ومع مرور الوقت زادت، وهي: أن شخصيتي غير واضحة وغير قوية، وهذا ما يقف حاجزا بيني وبين أهدافي وأحلامي.

أنا شاب عمري 17 عاما، لا أجيد التحاور والتخاطب مع الآخرين، ولا أستطيع أن أفكر أو أقيم، أو أحلل، وكذلك لا أستطيع أن أعبر عن أفكاري وآرائي بصورة راقية، ولا أن أكون مرحا؛ مما جعلني في نهاية المطاف بلا أصدقاء، ولا مستقبل وظيفيا!

أعرف أنني لو كنت مرحا وأملك "خفة دم" لاستطعت تخفيف مشاكلي وضغوطي، وجذب حب الناس والأصدقاء لي؛ لأن من يراني يرى وجها حزينا، شارد التفكير تافها، ولا يقدر على أن يمزح مع أحد، وعاجزا عن رسم الابتسامة لنفسه ولهم.

قلت في نفسي: أن اصمت وابتعد خيرا لي من سماع عبارات السخرية والتذمر والاستخفاف الجارحة، ونظرات التململ، ولكن هذه الطريقة لم ترحني، وجعلتني أكثر إحباطا وتعاسة!، أحتاج من وقت لآخر إلى مديح أحد، والثناء من آخر؛ حتى أكون راضيا عن نفسي، وتقوى عزيمتي وثقتي في نفسي، أصبحت لا أعرف ما أريد! فأنا لا أجيد أي مهنة، ولا أبدع في أي شيء، غير منتج، غير مفيد لأهلي!

بعد فشلي في كثير من المحاولات، والوقوع في كثير من الأخطاء، حصل لي ألـم داخلي.

أيقنت أن المشكلة في وليست في الآخرين، أهم شيء لدي في الحياة هو عبادة الله، وهي أول شيء، ثم السعادة والراحة النفسية، وأصدقاء حولي، لكن للأسف أتوق لكي أكون ناجحا، ليس عندي ما يجعلني ناجحا في حياتي الشخصية والمهنية مثل الآخرين، فما الحل؟

حاولت وحاولت، لكني لم أستطع تغيير الواقع، نصحني بعض المقربين باستشارة مختص نفسي.

فساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه أخي الكريم ربما يكون مرتبطا إلى حد كبير بموضوع الثقة بالنفس، وربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائما في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرف بصورة طبيعية، وإذا زادت ثقتك بنفسك -إن شاء الله- ستتفجر كل القدرات والإمكانيات والطاقات التي تمتلكها.

نقول لك ما بذلته من جهد لم يضع سدى فإذا لم تحصل على ما تريد في المرة الأولى، فهناك مرات آتية -إن شاء الله- تحقق فيها ما تريد، كل ما في الأمر هو أن نستفيد من مواطن الضعف، وأسباب الفشل، ونضع لها المعالجات اللازمة، واعتبر المحاولات الفاشلة بمثابة تجارب مفيدة ودافع لتحقيق النجاح.

اتبع الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان، أو الإخوان، والأصدقاء.

2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل أنظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه وتذكر أنك مؤهل للمهام التي تؤديها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجما أكبر من حجمها فكل ابن آدم خطاء وجل من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارة معينة، أو نبغ في علم معين مر بكثير من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيء ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- ضع لك أهدافا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها وأستشر ذوي الخبرة في المجال.

5- تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

6- عزز وقو العلاقة مع المولى عز وجل بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

7- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والإطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين.

8- اطلع على سير العظماء والنبلاء، وأولهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

9- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدفاء.

10- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس، وإذا أتيحت لك فرصة للاشتراك في أي عمل تطوعي فاغتنمها ولا تتردد.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات