تعرفت على زميلة بالعمل وتطور الأمر بيننا، فهل أكون مذنبا إذا لم أتزوج بها؟

0 234

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طيلة عمري لا أدخل نفسي في علاقات مثل كثير من الشباب مع البنات؛ ﻷنني أعاني من مشكلة في التحكم في شهوتي، حتى جاءت زميلة جديدة في عملي فأعجبت بي وحاولت أن تقوي علاقتها بي، وأصرت على أن تلفت نظري.

في البداية تخوفت، وبعد ذلك كسرت مبادئي ودخلت معها في علاقة إعجاب، ثم حب تطور لوجود علاقة وصلت لحد اللمس والمعاشرة، دون أن تصل إلى حد الزنى الصريح.

مع أنها شخصية جيدة، ولم تفعل ذلك من قبل -مثلي-، ولكننا قمنا بإفساد بعضنا، وكانت تتعامل على أننا سنتزوج، ووالله لم أخدعها منذ البداية، ولم أعدها بالزواج، ولكن الشيطان جمل لنا هذا الفعل أكثر من مرة، وما زلت أستغفر الله كل يوم من هذا الفعل.

سؤالي: هل تنتظرني ﻷتزوجها وأنا لا أرى فيها زوجتي، وهل إذا قطعت علاقتي بها وتزوجت بغيرها يقع علي ذنب؛ ﻷني لا أستطيع العيش مع إحساس الذنب؟

مع العلم أن كل لقاء أو مكالمة معها تنتهي بمعصية؛ لذلك أريد أن أبتعد.

أرجوكم؛ أجيبوني باستفاضة على ذلك -أثابكم الله-؛ فإني أشعر بحيرة كبيرة تتعبني نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، وندعوك (بداية) إلى التوبة النصوح، والتوقف تماما عن هذه العلاقة، وإيقاف العبث بمشاعر هذه الفتاة، فإنه لا ينبغي أن تقدم لك التنازلات وأنت لها خادع، وأنت لا تريدها زوجة، حتى وإن كنت تريدها زوجة فإن هذا الذي يحدث لا يصلح، وهو مقدمة غير مبشرة بالخير؛ لأن البدايات الخاطئة لا توصل لنتائج صحيحة.

فتوقف فورا عما تفعل، واطلب منها التوبة النصوح، وتب إلى الله توبة نصوحا، حتى لو اضطررت إلى أن تغير العمل إلى مكان لا تراها فيه؛ لأن هذه المسألة لا تصلح فيها المجاملات، وأنت بعد أن كنت بعيدا عن هذه الأمور الآن تتكلم كأن الأمر عادي، لابد أن تدرك أن ما يحدث خطيئة كبرى، وأن الإنسان لا يرضى مثل هذا العبث لأخته أو لبنته أو لعمته أو لخالته، فكيف ترضاه لبنات الناس؟

مهما كانت الفتاة هي المبادرة، ومهما حاولت، إن الرجل هو الذي ينبغي أن يتحكم ويوقف الأمور عند حدها، فإما أن تحولها إلى علاقة شرعية واضحة معلنة وتعجل بعدها بمراسم الزواج، وإما أن تبتعد عنها وإلى الأبد، ولذلك أرجو أن تكون هذه الأمور واضحة بالنسبة لك، وأرجو أن توضح لها أيضا، ونقترح عليك البداية بما يلي:

أولا: التوقف فورا.
ثانيا: إعلان توبتك عن كل ما حصل، وندمك عن كل ما سلف.
ثالثا: ينبغي أن تصل إليها رسالة أنك تائب وتطوي هذه الصفحة إلى الأبد. فإذا ثبت لك أنها صدقت في توبتها، ورجعت في أوبتها، وأنت ثبت على هذا الطريق، فعند ذلك يمكن أن تأتي البيوت من أبوابها، والشرط في هذه الحالة ألا تدخل في العلاقة وأنت متردد؛ لأن هذا الكلام الذي حصل يدل على أنك متردد ولا ترضاها زوجة.

لذلك كفى خديعة، وكفى عبثا بالمشاعر، أرجو أن تتوقف – يا ابني – فورا، وفي كل الأحوال حتى لو قررت أن تتزوج هذه الفتاة فإنه ينبغي أن تتوقف فورا، وتتوب إلى الله، ثم بعد ذلك تأتي بيتها من الباب، وتقابل أهلها الأحباب وتطلب يدها رسميا، هذا إن أردت، وإلا ففي كل الأحوال أنت مطالب الآن بالتوقف والتوبة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، واسمح لنا على هذه القسوة، فأنت في مقام الابن وهي في مقام البنت، ونحن نغار على عرضنا، ونشكر لك التواصل، ونسعد بدوام تواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكما به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات