ما سبب تضارب المشاعر تجاه خطيبي؟

0 499

السؤال

السلام عليكم..

لقد بعثت بمشكلتي في رقم: (2230647) من قبل، وأود أن أضيف بأنني أشعر بالغيرة عليه، وقد أتضايق إذا تكلم أحد عنه بالسوء، ولكن في نفس الوقت ينتابني هذا الشعور بالنفور أحيانا، وأحيانا أشعر بأنني قد أنجذب لأحد غيره أو أفكر في غيره، ولذلك أتجنب تماما التعامل مع الرجال، وعندما أخبرت أحد المقربين؛ قال لي: بأنه ربما يكون سحرا أو حسدا، ولكني أشعر بأنه مرض نفسي لا تفسير له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر على تأخيرنا في الرد على رسالتك السابقة، وقد تم الرد عليها ونشرها بحمد الله تعالى، وها نحن نجيب على رسالتك هذه.

بخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة رتاج–:
فأولا أحمد الله تبارك وتعالى أن الله أعانكم على بداية الالتزام بالصلاة والمحافظة على الطاعة، وأن هذا الشاب الذي تقدم لك رجل على خلق ودين، وهذه نعمة عظيمة، لأن فيه الصفات النبوية التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم– بقوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وقضية أداء الخدمة العسكرية مسألة وقت، وبما أنه رجل جامعي فأنت تعلمين أنه سيقضي عاما واحدا ثم يخرج من الخدمة العسكرية -بإذن الله تعالى– ويواصل رحلته في الحياة.

وأنتم الآن يا بنيتي تستعدون لإتمام الزواج، فهذه الأفكار التي جاءتك أعتقد أنها ليست طبيعية، إما أنها بسبب ظروفك التربوية التي مرت بك في صغرك، وإما أنها نوع من الاعتداء الذي يحدث من بعض الذين لا يريدون لك الخير، وهذا أمر طبيعي ووارد إلى حد كبير، لأن بعض البلاد وبعض العائلات وفي بعض المناطق عندما يشعرون بأن هناك إنسانة ستتزوج وأن بناتهم لم يتزوجن؛ فإنهم قد يلجؤون إلى ما يعرف بالكهنة والعرافين والسحرة والمنجمين والمشعوذين وغيرهم لإلحاق الضرر بالإنسان من باب الحقد والحسد، وهذا شيء غير مستبعد حقيقة، فأنت الآن ذهبت إلى أخصائي نفساني، وأعطاك بعض الأدوية التي استرحت لها قليلا، ولكن ما زال عندك الوسواس كما تذكرين، وما زلت تشعرين أيضا بنوع من التردد الشديد تجاه خطيبك.

لذا أقول: ما المانع أن تقومي بعمل رقية شرعية، حاولي أن تجربي –يا بنيتي–، ولعل الله تبارك وتعالى أن يجعل شفاءك التام والكامل في الرقية الشرعية، فأنت تعلمين أن الرقية الشرعية مجموعة من آيات القرآن الكريم، ومجموعة من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم–، ولكن بشرط أن يكون هذا الراقي الذي تذهبين إليه رجلا ثقة، وأن يكون معروفا عنه صحة العقيدة وأنه لا يعالج عن طريق السحر أو الجن أو غيره، لأن بعض الناس يكون راقيا ويسمونه (شيخا) ولكنه شيطان، يستعمل الجن، ويستعمل وسائل غير مشروعة، ويستعمل السحر وغيره، وهذا كله لا نريده، لأن هذا لا يزيد المشكلة إلا شدة وتفاقما، ولكننا نريد (حقيقة) أن تذهبي إلى أحد الرقاة الثقات الذين يعرف عنهم صحة العقيدة، وأنه من أهل الصلاة والعبادة والديانة، وهم كثر موجودين عندك في جماعة أنصار السنة ومسجدها، وكذلك في الجمعيات الشرعية على مستوى مصر قاطبة، قد لا توجد قرية لا يوجد فيها أخ يقوم بالرقية من إخواننا الصالحين.

لذا أقول -بارك الله فيك- عليك بالسؤال والاستفسار، واطلبي من أخيك أن يساعدك في ذلك، باعتبار أنه رجل يعرف الأخوة (وكذا) من الممكن أن يستطيع أن يصل إلى أحد هؤلاء، وأنت تستطيعين أن تقومي برقية نفسك بنفسك، إذ أن الرقية ليست صعبة، وأتمنى بجانب الرقية أن تحافظي على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وأن تحافظي على أذكار ما بعد الصلاة، ولا تقصري فيها، كذلك عليك أن تحافظي على أذكار النوم، وأن تجتهدي أن تنامي على طهارة، وأن تكوني على طهارة معظم الوقت في الليل والنهار ما دمت تستطيعين ذلك، فحاولي أن تكوني على طهارة حتى يزودك الله تعالى بحارس يحرسك من كيد الشيطان ونزغاته.

حاولي أيضا أن تحافظي على الذكر؛ لأن الذكر حصن حصين من الشيطان الرجيم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

اجتهدي أن تنامي على السنة وعلى وضوء، وأن تنامي على شقك الأيمن، وأن تقرئي أذكار النوم كل يوم، وأن تظلي في ذكر الله حتى تنامي حتى لا تري أشياء في منامك.

اسألي الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك هذا الهم، وتوجهي إلى الله بالدعاء أن الله عز وجل يخرج من قلبك من شك أو تردد تجاه زوجك، وأكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بهذه النية أيضا، كما أنصحك بالاستماع إلى رقية الشيخ محمد جبريل هذا المقرئ المصري - وموجودة على النت تستطيعين أن تستمعي إليها من خلال النت، والشيخ له رقية قصيرة ورقة طويلة، ولذلك أنا أنصح بالرقية الطويلة التي تملأ معظم وقتك حتى تتمكني بإذن الله تعالى من التخلص من هذه الوساوس وتلك الأفكار السلبية.

لا مانع أيضا من الاستفادة من الأخصائي النفساني في العلاج، لاحتمال أن يكون سببه نفسيا وليس روحيا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات