أغلظ القول لوالدي وأرفع صوتي عليهما، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 333

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أولا: أحب أن أبدي شكري لهذا الموقع الجميل.

أنا شاب عصبي جدا، وكتوم، وانطوائي، وتتم نرفزتي واستثارتي بسرعة، ولا أحب الناس، دائما أختلف مع أبي و أمي.

فعندما يكلمانني بنبرة غلظة أتعامل معهم بنفس النبرة، وعندما يعلو صوتهم أعاندهم، وأرفع صوتي، وأرد وكأنهم ليسا أبي و أمي، لكنني أندم كثيرا، وأعاتب نفسي، و أعود لمحادثتهم، فهل هكذا أنا عاق لوالدي؟ وكيف أتخلص من عصبيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يعينك على الخير والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا يخفى على أمثالك أن رفع الصوت على الوالدين لا يجوز، لأن الشريعة نهت عن مجرد الأف، وهو إظهار التضجر، قال تعالى: {ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}.

وإذا كنت عصبيا فتفادي الأمور التي تثير عصبيتك، واجتهد في إرضاء والديك، وأظهر لهم الندم والتأسف، إذا شعرت أنك رفعت الصوت عليهم، وأهم شيء أن تنال رضاهم، وتحاول أن تطيب خاطرهم، وتحاول أن تتجنب الأمور التي تجعلك ترفع الصوت عندهم، فإذا غضبت من أمر، فلتخرج ثم تعود بنفس راضية لولديك، والإنسان لابد أن يحتمل من والديه، وإذا لم نحتمل من آبائنا وأمهاتنا فممن سيكون الاحتمال؟

والواحد منا لابد أن يدرك أنه مأجور في صبره على والديه، مأجور في طاعته لوالديه، مأجور على بره لوالديه، وعليه أن يؤدي الواجب الذي عليه، ولا يمكن للإنسان أن يقف مع والديه ندا معاندا، ولذلك نتمنى أن تنتبه لهذه المسائل.

وسعدنا بهذه الاستشارة التي تدل على أنك تشعر بالخلل والنقص، ونؤكد لك، أن هذه هي البداية الصحيحة في مسيرة التصحيح لهذا الوضع، وأهم شيء كما قلنا أن تجتهد في إرضائهم، وتطيب خاطرهم، وتقدم صنوفا من البر، وألوانا من الإحسان، حتى تخرج من هذه الدنيا، ويخرجوا من الدنيا وهم راضين عنك بعد عمر طويل.

نسأل الله أن يعينك على البر والطاعة، ونذكر أن بر الوالدين من العبادات العظيمة، التي ربطها العظيم بتوحيده وعبادته، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات