الرهاب الاجتماعي تسبب في عزوفي عن الحياة، أريد حلا.

0 272

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أجيد المقدمات، لذلك سوف أباشر بالمشكلة فورا والله المستعان.

أنا أعاني من رهاب اجتماعي، وأتناول البروزاك منذ شهرين، ولكن دون استجابة، وأنا متخرج منذ عامين من تخصص التمريض، ولم أعمل، مع أنني حاصل على أعلى الدرجات، ومصنف من الهيئة، لكنني لم أبحث عن العمل.

ومن أسباب تناولي للبروزاك: البحث عن زيادة الفاعلية مع القضاء على الرهاب، فأهلي بحاجة إلي كي أعمل، وعندي الرغبة، ولكن لا أسعى لها.

أرجو مساعدتي، فقد أصبحت جليس البيت كالمقعد، أحيانا أقوم بالبكاء، لا أعلم ماذا أفعل؟ صرت أشعر أن الحياة ليس لها معنى، وأكثر شيء يشغل بالي هو حاجة أهلي لعملي، ولكن دون جدوى!

لقد قبلت في عدة مستشفيات، ولكن عندما أدخل المستشفى أتراجع، وقبلت في القطاع العسكري، وذهبت، ولكن بقيت ورقة نسيتها في المنزل، وقالوا لي: أحضرها، فلم أحضرها عمدا، فما هو الحل؟ أسألكم بالله أن تجيبوني، فأنا بحاجة للعمل، أسألكم بالله أن تردوا علي، لأنني لا أهنأ بطعام ولا بشراب ولا بنوم!

ملاحظة: أنا مصاب بمرض السكري من النوع الثاني منذ 8 أشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: هذه المخاوف تعالج بشيء من التصميم والعزيمة والإصرار، وألا تعطل نفسك، وأن تتذكر أن الإنسان إذا ترك هذه الأعراض فإنها ستصبح مزمنة، وسوف تسيطر عليه وتعوق حياته بصورة تامة.

ولكن التدخل المبكر، ومعالجة أعراض الرهاب، يعطي دائما نتائج رائعة جدا، لابد أن يكون لك ثقة في قدراتك، قدراتك الإنسانية، وقدراتك الاجتماعية، وقدراتك العلمية، ولا تنقاد بمشاعرك السلبية أو أفكارك الخاطئة، أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، كن مثل بقية الناس.

الدافعية –يا أخي الكريم– ليست أمرا يفتقد أو أمرا يكتسب، الدافعية لا بد أن تكون موجودة عند الإنسان، لا خلاف حول ذلك، لا مساومة في ذلك، لا تأجيل في ذلك.

أخي الكريم: الأمر في غاية البساطة وفي غاية السهولة، عزيمة وإصرار وتوكل وفعل واستمرار، هذا هو الخط الذي يجب أن تسير عليه، وهذا هو الذي أرجوك أن تنفذه، ولا يوجد حل غير هذا، وهذا حل بسيط جدا، حتى لو تصورته أنه متضخم أو متجسم أو صعب المنال، لا، هو سهل المنال جدا -بإذن الله تعالى-.

العلاج الدوائي: البروزاك لا بأس به، ولكن فعاليته ليست جيدة في علاج الرهاب الاجتماعي، إلا إذا وصلت الجرعة إلى ستين مليجراما في اليوم –أي ثلاث كبسولات– ففكر في أن ترفع الجرعة، أو إذا رأيت أنها لن تفيدك ولن تتحملها؛ فهنا استبدل البروزاك بالزولفت أو ما يعرف علميا باسم (سيرترالين)، فهو عقار ممتاز وفاعل، والجرعة هي حتى مائة مليجرام في اليوم –أي حبتين في اليوم-.

أخي الكريم: قيد نفسك الآن بحسن إدارة الوقت، الصلاة في وقتها يجب أن تكون على رأس الأمر، وممارسة شيء من التمارين الرياضية البسيطة، الجلوس مع الأسرة، والتواصل الاجتماعي... قم بهذا، وإن شاء الله تعالى يسهل لك أمر العمل.

وبالنسبة لمرض السكر: ففي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الناس قد يؤدي إلى الإحباط، لكن إذا نظم الإنسان السكر لديه، ومارس الرياضة، وكان حريصا على صحته، أعتقد أنه لن يحدث أي ضرر أو مكروه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات