منذ خمس سنوات وأنا أتقلب بين التحسن من الاكتئاب والانتكاس

0 459

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، غير متزوجة، وأصلي فروضي وأصوم، وأحرص على قراءة القرآن وأقرأ الأذكار، وأجاهد نفسي على الطاعات قدر استطاعتي -ولله الحمد-.

معاناتي مع رهاب الموت والخوف شديدة لدرجة تمنعني من الأكل والاستمتاع بالحياة، وقل وزني، ظللت هكذا لفترة، بعدها قررت الذهاب لطبيب نفسي وأخبرني أن هذا اكتئاب، وأعطاني سيبرالكس 10mg، استخدمت نصف حبة بعد الغداء لمدة أسبوعين، وبعدها أخذت لمدة ستة شهور كاملة الدوقمتيل 50mg عند النوم –والحمد لله- تحسنت حالتي. وذهبت للطبيب فأوقفنا العلاج تدريجيا، وبعد فترة عادت الحالة وذهبت له مرة أخرى، وأعطاني ذات العلاج وتحسنت.

وظللت هكذا بين تحسن وانتكاسة لمدة 5 سنوات، وهذه السنة الخامسة وكنت أستخدم العلاج وتحسنت، وذهبت للطبيب لأوقف العلاج، وطلب أن أستمر عليه لستة شهور، وحدد لي موعد التدرج لإيقافه، ولكن خلال هذا الوقت وأنا أستخدمه لا أعرف لماذا عادت حالتي؟ تعبت فذهبت إليه ووصف لي افكسور اكس ار 150mg، طبعا بدأت بالتدريج بهذه الجرعة، كل يوم حبة، مر شهر من بداية استخدامه وفي يوم نسيت أخذ الحبة ونمت. واستيقظت اليوم الثاني وأنا أشعر بتشويش في رأسي وثقل، خفت مجددا من هذا الإحساس وبكيت كثيرا، لأني عرفت أن هذا الدواء متعب جدا وكرهته، وقرأت عنه تجارب جدا متعبة، فقررت من نفسي أن أفتح الكبسولة وأنقص من الحبيبات حتى نصف الكبسولة قبل أن آخذها، وبعدها تركته ليومين، ولم أستطع تحمل الكهرباء التي تأتيني في رأسي من هذا السم، وأخذت الحبة كما كنت آخذها بتقليل حبيبات الكبسولة.

أنت -يا دكتور- رجائي من بعد الله، أريد التخلص من هذا السم وأعيش حياتي طبيعية، أو تصف لي دواء مثل السبرالكس لأنه كان مريحا بالنسبة لي. يعلم الله أني أبكي وأنا أصف لكم حالتي، أريد أن أعيش من دون أدوية، إذا سمحت صف لي طرقا لراحة نفسيتي، وهل الاكتئاب يلازم الشخص طول عمره؟ أم يمكن الشفاء منه؟

وجزاكم الله خيري الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوحيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصلتني استشارة مشابهة جدا لاستشارتك منذ فترة ليست بالقصيرة.

العلاج النفسي - أيتها الفاضلة الكريمة - لمعظم العلل النفسية خاصة الاكتئاب والرهاب، والقلق والوساوس، يتمثل في اتخاذ خطوات وأبعاد مختلفة، البعد الأول هو: العلاج الدوائي، البعد الثاني: هو العلاج السلوكي والذي يقوم على مبدأ التفكير الإيجابي، وأن يكون الإنسان فعالا، وأن يعيد هيكلة حياته، أما الجانب أو البعد الاجتماعي: فهو أن يطور الإنسان مهاراته الاجتماعية، ويلعب دورا في حياته بصورة صحيحة. هذه هي المكونات العلاجية الرئيسية، والإنسان لا بد أن يأخذ بها جميعا لأنها مكملة لبعضها البعض، نعم هنالك فوارق بين الناس، هنالك من يحتاج للعلاج السلوكي أكثر، وهنالك من يحتاج للعلاج الدوائي أكثر، وهكذا.

في حالتك الذي أتصوره – أيتها الفاضلة الكريمة – أن الجانب البيولوجي في مرضك واضح جدا، لذا استجابتك للعلاج الدوائي ممتازة، لكن ربما يكون أيضا أنك لا تميلين كثيرا لتوطيد وتقوية التحسن من خلال تطوير مهاراتك الحياتية، وإعادة هيكلة التفكير، والمثابرة، وتحسين الدافعية، هذه أسس رئيسية جدا للعلاج. عموما خذي بها، واسعي لتنفيذها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، أعتقد أن عقارا مثل (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) سيكون أفضل بالنسبة لك، لأن هذا الدواء يتميز بأنه ليس له آثار انسحابية، وضوابط استعماله سهلة جدا، كما أنه يوجد منه مستحضر يسمى (بروزاك 90)، كبسولة واحدة، يمكن أن يتناولها الإنسان مرة واحدة في الأسبوع كنوع من العلاج الوقائي، فإن قررت تناول البروزك فالجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، تناوليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة ستة أشهر أخرى، أو بعد إكمال الستة أشهر وأنت على كبسولة واحدة من البروزاك، اجعليها كبسولة واحدة في الأسبوع، وذلك من البروزاك الذي يسمى (90) إذا وجد.

هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج حالتك، وكما ذكرت لك إعادة هيكلة التفكير وترتيب الحياة، وتحسين الدافعية والفعالية هي أسس رئيسية جدا لاستمرار التعافي - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات