أعاني من الخوف من مواجهة الآخرين، وأريد النصيحة

0 344

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أشكركم على هذا الموقع الطيب والمفيد.

أنا شاب عمري 26عاما، أعاني من الخوف الشديد من مواجهة الآخرين، وأصاب برعشة في اليدين والرجلين والشفتين، عند مواجهة الآخرين، وأشعر بتوتر شديد، واحمرار في الوجه، وتدمع عيناي.

عانيت كثيرا من هذه المشكلة، واستخدمت (اندرال) قوة 10، حبة صباحا وحبة مساء، واستخدمت أيضا (ليبراكس)، حبتين في اليوم، وبقيت أستخدمه لأكثر من سنتين، أفادني قليلا، ولكن حالتي لم تتحسن كثيرا.

قرأت كثيرا عن (السيروكسات)، وبدأت في استخدامه 20ملجم، نصف حبة عند النوم، أي 10 ملجم فقط، وإلى الآن لي 6 أيام منذ أن بدأت في استخدامه، مع العلم أني قد أضفته إلى علاجي الأول، ولازلت لا أشعر بتحسن، بل ازداد الشعور بالخوف لدي، وازدادت الرعشة، خاصة في الشفتين.

ما نصيحتكم لي، وهل أتوقف عن علاجي السابق؟ أم أقوم بزيادة جرعة (السيروكسات)؟

جزاكم الله خيرا، أفيدوني، وادعو لي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: العلاج في حالة الرهاب الاجتماعية - أيا كان نوعه -، ينقسم إلى ثلاثة أجزاء هي:

الجزء الأول هو: تفهم طبيعة الخوف الاجتماعي، وتصحيح المفاهيم حوله.
الجزء الثاني هو: العلاج السلوكي.
الجزء الثالث هو: العلاج الدوائي.

بالنسبة لتصحيح المفاهيم: الإنسان لا يقبل أي شعور يأتيه، ولا يقبل أي فكرة تأتيه، لابد أن تكون هنالك نوع من الفلترة، ونوع من التصفية، فهنالك نوع من التمحيص لما يأتينا من أفكار ومشاعر، فنرفض ما هو سيئ منها وسلبي، ونقبل ما هو إيجابي ونسعى لتطويره.

فأنت هنا مطالب بأن تطرح على نفسك أسئلة مثل: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست أقل من الآخرين)، وفي ذات الوقت أريدك أن تتأكد من شيء مهم وهو، أن مشاعر الخوف التي تأتيك، وما يصحبها من أعراض فسيولوجية، مثل: الشعور بضربات القلب، ورعشة الشفتين، أو احمرار الوجه، هذا شعور مبالغ فيه، وليس بهذه القوة، والشدة التي تتصورها، الأمر أقل من ذلك بكثير.

وفي ذات الوقت لا أحد يقوم بمراقبتك أو ملاحظتك، هذا ما يجب أن أؤكده لك، ولن تفقد السيطرة على الموقف، والقلق الذي يأتيك في بداية المهمة الاجتماعية - أي عند المواجهة -، فهو قلق إيجابي، قلق يحسن الدافعية، بعد ذلك - أي بعد أن تستمر في المهمة الاجتماعية أو المواجهة التي تقوم بها -، هنا سيبدأ القلق في التشتت والانحسار التام، ثم ينتهي تماما. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى، عليك بالتطبيقات السلوكية، هنالك تطبيقات سلوكية عامة، وهنالك تطبيقات سلوكية خاصة، التطبيقات السلوكية العامة تتمثل في الآتي:

1) ممارسة الرياضة الجماعية مع مجموعة من الشباب، مثل كرة القدم.
2) الحرص على صلاة الجماعة في المسجد.
3) مشاركة الناس في مناسباتهم، أفراحهم، أتراحهم، خاصة الجنائز والمشي فيها، زيارة المرضى.
4) الانخراط في عمل ثقافي أو خيري.
هذه ركائز أساسية جدا لعلاج الخوف الاجتماعي، وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية.

بعد ذلك أخي الكريم، لا تتردد، اقتحم، وحقر فكرة الخوف، وشارك، ولا تتردد أبدا، وهذا هو العلاج الاجتماعي الرئيسي.

تمارين الاسترخاء أيضا نعتبرها مهمة وضرورية جدا، فاحرص عليها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأفضل الأدوية، عقار (زيروكسات) وهو الأفضل، وكذلك عقار (لسترال)، أما (الليبرالكس)، إن كنت تقصد، الذي يستعمل لعلاج القولون العصبي، فهذا قد أفادك من خلال إزالة القلق، لكن ليس له فائدة حقيقية في علاج الخوف، أما إذا كنت تقصد (الليبرالكس)، والذي هو نوع من (السبرالكس) أو (الإستالوبرام)، فهذا دواء جيد ولا شك في ذلك.

أخي الكريم، الذي أراه هو، أن تستمر على (الزيروكسات)، أعطي الدواء فرصة، فهو دواء ممتاز، دواء فاعل، ارفع الجرعة إلى حبة كاملة - أي عشرين ملجم -، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة ملجم يوميا لمدة شهرين، ثم عشرة ملجم يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، ولا بأس أبدا من تناول (لإندرال)، بجرعة عشرة ملجم صباحا ومساء، لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة ملجم صباحا، لمدة شهرين، ثم عشرة ملجم إلى عشرين ملجم عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات