أعاني من عدم التركيز وتقلب في مزاجي ونفسيتي، فما الحل؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني أغلب الوقت من تقلب المزاج، وملل و فتور بشكل عام، والتسويف وأحلام اليقظة، وعدم القدرة على التركيز لمدة زمنية طويلة، فعقلي مشتت لا يتوقف عن التفكير، لا أستطيع إكمال أي دراسة، أو عمل أو مشروع أبدأ به، علما أنني أكون متحمسا بشدة في الأيام الأولى، أتخيل النتائج وأحلم وأستمر لفترة في العمل، ثم فجأة أتوقف لأبدأ شيئا جديدا، وهكذا يمضي الوقت ولا أستطيع إنجاز شيء، علما أنني كنت متفوقا في مراحل ما قبل الجامعة، وقد استطعت إكمال البكالوريوس في سبع سنوات بصعوبة شديدة وعلامات متدنية.

ليس لمشكلة في الذكاء أو القدرات؛ ولكن بسبب تقلب المزاج و تعدد الاهتمامات وتشتت الفكر، والتسويف والتغيير من مجال دراسي إلى آخر وعدم التركيز.

وهذا السلوك يتكرر الآن في المجال العملي، وتغيير مجال الوظيفة من حين إلى آخر وعدم القدرة على الاستمرار والتطور في مجال عمل أو مسار مهني محدد، وأنا تائه الآن وأشعر بالفشل، وينتابني إحساس بأنني شخص تافه وأرعن، وبلا وعي أو إنني كنت نائما وقد استيقظ عقلي الآن متأخرا. يزداد قلقي يوما بعد يوم لدرجة التوتر والفزع والاستيقاظ من النوم ليلا، والانعزال والبعد عن الأهل والأصدقاء.

فهل هذه أعراض اضطراب عقلي أو سلوكي معين ( نقص الانتباه ) أو عين وسحر والعياذ بالله؟ وما هو العلاج؟ أفيدوني جزاكم الله كل خير.

ملاحظة: دائما خلال فترة العلاج بالأدوية من الإصابة بالحمى أو نزلات البرد أشعر بالسكون وهدوء العقل وتحسن الانتباه والتركيز.

البيانات الشخصية: ذكر، أعزب، 31 سنة، الطول 166 سم، الوزن 80 كلغ، غير مدخن، ولا أتعاطى الكحول أو أي مواد ولا توجد أمراض مزمنة، فقط الحساسية الأنفية التي تستدعي استعمال مضاد الهستامين (هيدروكلورايد الستريزين) يوميا تقريبا منذ ثلاث سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصبح ما يعرف بعلة (نقص الانتباه) أو (ضعف الانتباه وزيادة الحركة) أصبح من التشخيصات التي يشار إليها كثيرا في هذا الزمان، خاصة بين الكبار، العلة معروفة أنها تصيب الصغار، وتشخيصها ليس بالصعب، لكن هناك توجه أنها تصيب الكبار.

أنا لا أستطيع حقيقة أن أقول لك أنك تعاني من ضعف أو تشتت الانتباه المرضي، لكن هذا يجب أن نتأكد من وجوده أو عدم وجوده، لذا أنصحك (حقا) أن تذهب وتقابل الطبيب، هنالك اختبارات معينة واستبيانات سوف يقوم الطبيب بتطبيقها عليك، هذه الاستبيانات والتطبيقات محكمة، ويعتمد عليها كثيرا في التشخيص، فأرجو أن تحاول أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، لأن إذا اتضح بالفعل أنك تعاني من فرط الحركة أو على الأقل تشتت الانتباه دون فرط الحركة هنا يمكن أن تعطى أحد العلاجات المفيدة، علاج مثل عقار استيراتيرا، سيكون مفيدا جدا في حالتك.

والجانب التشخيصي الآخر هو بالطبع القلق، القلق الاكتئابي يؤدي أيضا إلى مثل هذه الحالة التي تعاني منها: تقلبات المزاج، التململ، فقدان الدافعية، تشتت التركيز، هذا قد يكون القلق سببا فيه، وفي ذات الوقت قد يجوز أنك تتأثر كثيرا بمشاعرك وأفكارك السلبية مما ينعكس سلبا على أفعالك، بعض الناس لديهم القدرة مهما كانت مشاعرهم أو أفكارهم سلبية تجدهم يحاولون، يجتهدون ويجاهدون لإنجاز ما يمكن إنجازه، وهذا يسهل عليهم كثيرا إعادة هيكلة تفكيرهم ليكون أكثر إيجابية، وكذلك تتحول مشاعرهم إلى إيجابية، أما بعض الناس فلا يستطيعون القيام بهذه العملية السلوكية.

أنا قطعا أدعوك لأن تكون من الذين يحكمون على أنفسهم بأفعالهم وليس من خلال مشاعرهم، إذا تبدلت الأفعال تتبدل الأفكار وتتبدل المشاعر.

أخي الكريم: أنت لديك فرصة طيبة في أن تطور ذاتك ومهاراتك، تطوير الذات على النطاق الاجتماعي، على النطاق الوظائفي، هذا كله يفيدك، ونحن الآن في شهر رمضان الكريم، وهي فرصة عظيمة جدا لمراجعة النفس والتثبت من بعض الأمور السلبية في حياتنا وتصحيح مساراتنا.

النوم المبكر يحسن كثيرا التركيز، وممارسة الرياضة (أيضا) وتلاوة القرآن باستبصار وتؤدة أيضا فيها خير كثير جدا لموضوع تحسين التركيز، وقطعا الطبيب حين قوم بفحصك إذا اتضح أنك لا تعاني من نقص الانتباه – أو تشتت الانتباه – إنما هي حالة نفسية قلقية اكتئابية فسوف يقوم بإعطائك أحد محسنات ومثبتات المزاج، وهذا قطعا سوف تعود عليك – إن شاء الله تعالى – بفائدة عظيمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات