مرض السكري سبب لي خوفا وقلقا على صحتي، أرجو منكم المساعدة.

0 392

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة بعمر 18 سنة، وأنا مصابة بمرض السكري منذ 5 سنوات، في السنوات الأخيرة أصبحت كثيرة التفكير في مرضي، ويوما بعد يوم، أصبحت أشعر بالدوار والرعشة والرهبة، فذهبت لطبيبي، فقال لي: إن ما أشعر به ليس له علاقة بمرضي، فأصبحت أخاف كثيرا الخروج من البيت، أخاف أن أنهار أو أسقط في الطريق، حتى أنني لا أخرج إلا وقد قمت بقياس نسبة السكر.

في الثانوية عندما أقوم بالتحدث أمام التلاميذ، أصاب برعشة شديدة في كل جسدي، وأشعر بأنني سأنهار، وأحس بدوار وهلوسة، أصبحت شديدة الخوف، وهذا يعيق دراستي، فحينما أفكر أنني سأنهار الآن أو سأشعر الآن بالدوار، يأتيني فورا الدوار والرعشة، حتى أنني لا أستطيع البقاء واقفة لا أفكر في أي شيء إلا في مشكلتي، لا أعلم ماذا أفعل؟ المرجو منكم مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maisena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في بعض الأحيان حين يكون عند الإنسان مرض مثل مرض السكري -والذي يعرف عنه أنه قد يؤدي إلى بعض الأعراض مثل الشعور بالدوار، أو التعرق إذا انخفض مستوى السكر مثلا–، في مثل هذه الحالات قد يكون السبب هو الجانب نفسي، ويكون كبيرا جدا لدى الإنسان، وينتج عن هذا الجانب النفسي أن تظهر الأعراض التي يعرف عنها أنها تحدث لدى بعض الذين يعانون من مرض السكري، مثل الشعور بالدوار والدوخة والرعشة وشيء من هذا القبيل.

تحدث هذه الأعراض بالرغم من أن مستوى السكر سليم وصحيح جدا، ولا يوجد أي تذبذب انخفاض أو ارتفاع في مستوى سكر الدم، والسبب في ظهور هذه الأعراض هو عامل نفسي، يحدث هنالك نوع مما يسمى بالتماهي أو التطابق، يعني أن الأعراض التي يسببها مرض السكر إذا كان الإنسان قلقا أو متوترا –حتى وإن كان توترا داخليا– أو لديه مخاوف من المرض، تظهر لديه هذه الأعراض.

أرجو أن تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة– فهذه حالة نفسية بسيطة جدا، أنا أعرف أنها شديدة عليك، لكن وددت أن أطمئنك وأقول لك أن أهم علاج لها هو التجاهل، فحاولي بقدر المستطاع أن تبعدي الفكرة من تفكيرك تماما، أن تستمري في دراستك وفي أنشطتك اليومية، دون أن تلتفتي لهذه الأعراض، وأنا من جانبي أؤكد لك أنه لن يصيبك مكروه –إن شاء الله تعالى-.

ما تحسين به من دوار أو رعشة هو مشاعر بسيطة جدا، لا يحس بها الآخرين، ولن تسبب لك أي ارتدادات أو مردود سلبي، فأرجو أن تطمئني، فاطمئني تماما من هذه الناحية.

إذا اشتدت عليك الأعراض هنا اذهبي وقابلي الطبيب، يمكن أن تقابلي طبيبك نفسه –طبيب السكر– وتذكري له ما تعانين منه، واذكري له أيضا أننا قد ذكرنا لك أن الجانب النفسي هو الذي يلعب دورا في هذا الموضوع، وعلى ضوء ذلك سوف يقوم الطبيب بتحويلك إلى أحد زملائه من الأطباء النفسيين، أو يعطي جرعة صغيرة من أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار (سبرالكس) مثلا.

الأمر بسيط وبسيط جدا، ويمكن تخطيه وتجاوزه من خلال تجاهله كما ذكرت لك، وأكثري من المواجهات، كوني كما أنت طالبة متميزة، ولك حضور وسط زميلاتك، اجلسي في الصف الأول، شاركي بكل نشاط وإيجابية في الحصص، ناقشي المعلمين فيما يخص دراستك، وإذا كان هناك أي أنشطة مدرسية ثقافية أو اجتماعية يجب أن تشاركي فيها، وأيضا بالنسبة لك توجد فرصة عظيمة جدا للالتحاق بأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذه المراكز ممتازة جدا لأنها تيسر للإنسان التفاعل الاجتماعي ومقابلة الآخرين، والتعامل بكل سلاسة ودون رهبة أو خوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات