عندما أقرأ عن السفاحين أشعر بأنني أريد القتل، فما الحل؟

0 286

السؤال

السلام عليكم.

قرأت عن السفاحين، وأنا الآن أريد القتل، ولكن أنا لا أريد تقليدهم، فهم ليسوا مثلي الأعلى، ولا أريد أن أصبح مثلهم في يوم من الأيام، فأنا أكرههم كرها شديدا، ولكن أريد القتل، فعندما أفكر في القتل أستغفر الله،

كما أن أفلام القتل تشجعني على القتل، ولكنني لا أريد أبدا، ولا أستطيع القتل، فأنا أخاف الله، ولا أريد أن أكون من الكافرين، ولكني خائفة من أنني عندما أكبر أقتل أشخاصا، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.

أعجبنا وأسعدنا أنك تكرهين السفاحين، وهؤلاء الذين يورطون أنفسهم بأعظم الجرائم، فإن أول ما يقضى بين الناس في القيامة الدماء، ولا يزال الإنسان في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، وأكبر الورطات بين يدي رب الأرض والسماوات إصابة دماء الناس وأعراضهم -والعياذ بالله-.

ولذلك ينبغي أن تتعوذي بالله من الشيطان، وتبتعدي عن الأفلام التي فيها حديث أو صور عن القتل؛ لأن هذا فعلا مما يلحق الأذى بمن مشاهد مثل هذه المشاهد، ولذلك ترتفع نسبة العنف في مدارسنا لأن الأطفال يشاهدون هذا العنف، وأسوأ من ذلك أن يمارسوه في شكل ألعاب في البليستيشن أو غيرها من المصائب، وفي غيرها من الألعاب المعلبة التي يكون فيها اللاعب هو الذي يقتل والذي يتحرك ليرجم ويقتل ويهلك، وهذا كله ليس في مصلحة الإنسان.

وإصابة الدم الحرام هذه من أكبر المصائب، والإنسان لو قتل حيوانا دون فائدة ودون حاجة إلى أكله فإنه يأثم على ذلك، ولذلك نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخذ الحيوان غرضا -يعني هدفا- للعب والتدريب على الرماية عليه، فكيف بالإنسان، وكيف بصاحب الدم المعصوم، وزوال الكعبة -على منزلتها ورفعتها عند الله- أهون من أن يراق دم حرام.

ولذلك تعوذي بالله من مثل هذه الوساوس التي تأتيك، وابتعدي قبل ذلك وبعده عن مشاهدة الأفلام التي فيها قتل، وإذا جاءك الشيطان بمثل هذه الوساوس؛ فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يسوقك إلى الشر، فإن أكبر الجرائم عند الله هي قتل النفس التي حرم الله بعد الشرك، فالشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، والزنا هي أعظم الجرائم التي يمكن أن يقع فيها الإنسان -عياذا بالله-.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأرجو أن تشتغلي في شهر التوبة والرحمات والتقوى والمغفرة والرحمة والمرحمة، بالدعاء والذكر والإنابة، واسألي الله من فضله.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
______________________________________________
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
______________________________________________

لا شك أن الإنسان يتعلم من التجارب، والتجارب قد تكون بالمشاهدة، وقد تكون بالاطلاع العام، وقد تكون بالمشاركة فيها، وقد تكون بسماعها، وأنت تشاهدين وتقرئين عن أفلام السفاحين، ولذا كانت النتيجة أن فكرة القتل تضخمت وتجسدت في كيانك، وتريدين القتل، بالرغم من أنك تعرفين أنه أمر شرير ومكروه وحرام، وترفضين الفكرة، لكنها تكونت لديك، لأنك عرضت نفسك لمحيط ليس فيه غير القتل، يفاخر بالقتل، يرى القتل كمثل أعلى في حياة هؤلاء القتلة والظلمة، وأنت تأثرت، وحدث لك نوع من التماهي مع هذا المحيط، والعلاج -كما ذكر لك الشيخ- هو أن تبتعدي تماما عن هذه المشاهدات، هذه المشاهدات لا تليق بك أبدا، وحقري فكرة أنك تريدين القتل.

الإنسان يجب ألا يقبل كل فكرة تأتيه، أو يتماشى مع أي نوع من المشاعر التي تتسلط عليه خاصة إذا كانت سلبية.

فاجلسي مع نفسك، حللي الأمور بشيء من المنطق، اسألي نفسك سؤالا واضحا: كيف تريدين القتل والقتل أمر بغيض، وأنت في حقيقتك لا ترغبين فيه؟

فإذن الناتج يجب أن يكون رفض هذه الفكرة، تحقير هذه الفكرة، الاستخفاف بهذه الفكرة، وقولي لنفسك (أنا أريد الحياة، أنا أريد الرحمة، أنا أساعد الآخرين)، وخذي العظات التي ذكرها لك الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، ففيها ما يكفي تماما لتغيير الفكر.

إذن حقري هذا الفكرة، فكرة القتل، استبدليها بما هو مضاد، وأبعدي نفسك عن المثيرات لمثل هذه الأفكار، والإثارة هنا سببها مشاهداتك لأفلام القتل، هي بالفعل قبيحة، هي أصلا وضعت من أجل استنزاف الناس وجدانيا وعاطفيا وماديا، ومرور القتل عليهم كأنه شيء عادي، وأريدك أن تأخذي مناهج بديلة في الحياة، بناهج الرحمة، مناهج مساعدة الآخرين، إذا رأيت يتيما امسحي على رأسه، هذه تبني لديك مفاهيم جديدة، أفكار جديدة، مشاعر طيبة إيجابية.

والآخر الآخر هو: أن تجعلي لحياتك معنى، وتسعي إلى أن تصلي لأهدافك، فهذا الذي ذكرته من أفكار يأتي من الفراغ، الفراغ الذهني، الفراغ المعرفي، الفراغ الزمني، هذه أحد التبعات السيئة التي نشاهدها في زماننا هذا، فاجعلي لحياتك معنى، اجعلي لحياتك قيمة عظيمة، وكوني إنسانا فعالا، وخذي بما ذكرته لك، وما ذكره لك الأخ الدكتور/ أحمد الفرجابي، وسوف تحسين -إن شاء الله تعالى- أن هذه الفكرة قد ذابت وزالت تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات